رواية لولا التتيم الفصل الثامن 8 – PDF
رواية لولا التتيم الفصل الثامن 8 – PDF يقولون أن أجمل ما في العلاقة بدايتها.. سَمعَ كثيرًا عن” حلاوة البدايات ” لكنه لم يذق لها طعمًا .. منذُ بداية علاقتهما وهو يُعاني ويتحمل.. يُعاني من كلماتها القاسية التي تتلفظ بها في وجه غير مراعية لشعوره.. ويتحمل جفاءها الغير مبرر أحيانًا و تقلبها المستمر والمفاجئ لأتفه الأسباب ..
ندبات تلتها أخرى تكومت فوق قلبه الملكوم من أفعالها التي تشككه أحيانًا من كونها تكن له حبًا كما تدعي! ..
وهو لا يلوم أحد سوى قلبه الأحمق الذي يقف بالمرصاد ضد كل قرار يقرره عقله ضدها عاقدًا النية على أن يذيقها ولو قليلاً من مرارة ما ذاقه على يدها..
” التتيم”.. مجرد كلمة رددها صديقه على مسامعه ذات يوم وهو يخبره أن حبه لها ليس سوى حب “تتيم”.. وحينها لم يضع بالاً لحديثه حين استفاض الأول في شرح معناها وأدرك أن ” التتيم ” هو الحب الذي يستبد بالقلب ويستعبده فيصبح القلب تحت سطوته ضعيفًا لا حول له ولا قوة..
والآن أدرك صدق حديث صديقه وأن حبه ليس سوى تتيمًا مرضيًا ، يجعل قلبه راضخًا لحبها بضعف لم يعهده يومًا قبل أن يعرفها…
والحقيقة الراسخة هُنا أن لولا هذا التتيم لأنتهت قصتهما منذُ زمن ولرُبما استطاع النجاة بقلبة المندوب.. ”
” بدر ”
” تعترف أنها تكن له في قلبها حبًا ليس بهينًا ولكنها لا تدري أين العِلة تحديدًا في علاقتهما؟ أين نقطة الخلاف؟ هل تكمن في تحكمه وحبه لفرض سيطرته عليها؟ أم في عِنادها المستمر حتى وإن كان بإمكانها إمرار الموقف؟ أم في حديث صديقتها الذي يتسلل لمسامعها فيزيد عقلها تعنتًا؟
لطالما اعتادت دومًا أن قرارها من عقلها.. لا أحد يناقشها بهِ ولا أحد يردعها حتى وإن كان خطأ, حتى جاء هو ليتبنى معها أسلوبًا مخالفًا تمامًا لِمَ اعتادت عليهِ, وهنا كانت أول نقطة خلاف.. وتوالت الخلافات تباعًا ولا تدري كيف ستنتهي… بخضوعها, أم خضوعه, أم فشل علاقتهما ووضع نقطة النهاية؟”
“لليان”
رواية لولا التتيم الفصل الثامن 8
” في نهاية كل بكاء مرير, وألم يعصف بقلبها تهتف لذاتها بجملة واحدة “هي من اختارت”, وهذه هي الحقيقة المؤسفة أحيانًا أننا من نختار عذابنا بكامل قوانا العقلية.. أو هكذا يبدو الأمر, لكن الحقيقة أنها تكون بناقص قوانا العقلية وكامل مشاعرنا القلبية التي تودي بنا للتهلكة أحيانًا… لم تلومه يومًا ولن تفعل, فهو كان صادقًا معها من البداية حين أخبرها أن قلبه ملكًا لأخرى والأمر ليس بيده, لكن هي بيدها أن تختار إما أن ترضى إما أن ترفض ولها كامل الحق… وهي رضت والآن تعاني الويلات, كثيرًا ما تتمنى لو أنها رفضت ذلك اليوم ولم تخوض هذه الحرب, ولكن عناقًا واحدًا منهُ يُمحي تمنيها هذا, ابتسامة عابرة منهُ قادرة على جعلها تتناسى جميع معانتها والمضي قدمًا في علاقتهما.. وتذبذبها والآمها هو ما يجعلها دومًا تردد جملة “لقد أرهقني حُبكَ يا يوسف” ”
” صفية”
” كيف يرتاح القلب مع من لا يسكنه؟ كيف يشعر بالغربة إن غاب عنه من لا يُعد له حبيبًا؟ في علاقته معها لا يستطيع فِهم قلبه أبدًا, لا يستطيع تحديد موقفه معها, هل هي مجرد زوجة وأم لطفله؟ أم أنيسة تأنس روحه بوجودها؟ أم حضنًا دافئًا يركض له من متاعب الحياة ليجد بهِ راحته؟ أم لسانًا طيبًا قادرًا على تضميم جروحه بمجرد بضع كلمات بسيطة؟ لا يعلم, ولا يهتم فيكفي أنها معه وتهدأ روحه لوجودها, لكنه يعلم أن هذا لا يكفيها كثيرًا ما يرى في عينيها رجاءً خفيًا أن يخبرها بمكانتها لديه, ولكنه يتجاهله ليس لشيء سوى لأنه نفسه ليس لديه ما يخبرها بهِ”
” يوسف ”
” لا أعلم إن كنت أعاقبك أم أعاقب نفسي لكني لم أجد سبيلاً للبقاء معك, غرباء نحن البشر بطبعنا نقضي عمرنا نتمنى الحصول على شيء ما وحين نحصل عليهِ نزهده وتقل رغبتنا فيهِ… أو يأتي في غير موعده أو بطريقة غير التي تمنينها يومًا فنتمنى لو أنه لم يأتِ وبقينا عمرنا كله ننتظره على الأقل كان جميلاً في عينينا!
وهي كذلك.. تمنت كثيرًا أن يكن “عاصم” نصيبها ونصفها الحلو الذي نسجت معه الكثير من التخيلات عن مستقبل مشرق وعائلة محبة وبيت دافئ وأطفال يكونون ثمرة حبهم المزهرة, ولكن كل هذا لم يحدث أبدًا بسبب “خطأ” كلفهما حياة كاملة, وأحلام قد تهدمت بأيديهم, حاولت أن تستمر ولكنها فشلت, حاولت أن تجعل حبه داعمًا لها لكنه كان هشًا في مواجهة أفكارها ونفورها من الحياة معه.. فقررت البعد علّها تتخلص من عار الماضي”
” ريهام”
” الحب وحده لا يكفي لبناء حياة, وهذا ما أُثبت له بعد تجربته التي باءت بالفشل.. ارتكب خطأً واعترف بهِ وحاول إصلاحه لكنه فشل.. كان يظن أن حبه لها وحبها له كافيًا أن يجعله يجتهد في إصلاح خطأه, ويجعلها تصفح وتعفو, لكنه اكتشف أنه مخطئ.. فهناك أشياءً أخرى لا يمكن للحب إصلاحها, انفصاله عنها كان كخروج روحه من جسده لكنه فعل فقط ليعطيها الراحة التي تتمناها حتى وإن كان فيها شقاءه, لم يرسم شكلاً لحياته بدونها.. ولكن على أي حال يعلم أن الحياة تستمر.. تستمر بندوبنا وأوجعانا وروحنا المرهقة لكنها تستمر!”
” عاصم”
————————————
الشخصيات الهامة
بدر حسين المناوي:
العمر: ثلاثون عامًا.
الوظيفة: المدير التنفيذي لشركة انشاءات هندسية من أكبر شركات الشرق الأوسط.
الصفات: طويل القامة, بجسد رياضي لممارسته للعبة الملاكمة واحراز بعض الميداليات فيها لكنه توقف عن المشاركة في البطولات منذ تولى منصبه ويمارسها الآن كهواية فقط وشيء يخرج فيهِ طاقة غضبه, عينان تميزَ باللون البني الفاتح, وشعر أسود كثيف كحاجبيهِ وأهدابه اللذان يلائمان بشرته القمحية التي تبرز ملامحه الشرقية.
يوسف عادل الجارحي:
العمر: ثلاثة وثلاثون عامًا.
الوظيفة: طبيب جراح في إحدى المستشفيات الحكومية.
الصفات: يمتاز بكثير من الوسامة بجسد مناسب لطوله الفارع وبشرة بيضاء, وعينان بلون السماء وهي ملبدة بالغيوم, , وشعر بني كثيف ناعم, وكل هذه الصفات ورثها من جده الذي كان يعود لأصول فرنسية, وأورث كل هذه الصفات لطفله الوحيد “يونس”.
لليان مصطفى العامري:
العمر: ستة وعشرون عامًا.
الوظيفة: عملت بمجال الأزياء لفترة قصيرة لكنها لم تستمر.
الصفات: جمالها الآخذ هو أكثر ما يزيد من غرورها واعتزازها بذاتها, فهي تمتلك بشرة بيضاء تشوبها الحمرة مع أقل انفعال, وشعر بني فاتح طويل يصل لمنتصف ظهرها, وعينان باللون الأخضر الزيتوني, وأهداب بنية كثيفة, وجسد دومًا ما تحافظ على رشاقته فأصبح كجسد عارضات الأزياء بطولها المتوسط.
صفية محمد أيوب:
العمر: خمسة وعشرون عامًا.
الوظيفة: ربة منزل, عملت لسنة واحدة فقط في مجال شهادتها وهي طب الأسنان لكنها لم تستمر بعد أن تزوجت من يوسف وحملت بطفلها الأول.
الصفات: تحمل ملامح عربية أصيلة, ببشرتها الخمرية وعيناها السوداء اللامعة, وشعرها الأسود القصير الذي يتخلله بعض الخصلات البنية, والذي تحرص على قصه دومًا وجعله لا يتخطى كتفيها كما يحبه “يوسف”, وأهدابها الكثيفة مع حاجبان كثيفان باللون الأسود.. ورغم بساطة ملامحها إلا أنها تسحر من يدرك المعنى الحقيقي للجمال.