وصلة

قراءة وتحميل رواية عشق اليونس الفصل الثاني 2 بقلم ولاء علي

من خلال موقع ويكي ثمار نقدم لكم في هذا المقال ،رواية عشق اليونس الفصل الثاني 2 بقلم ولاء علي ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية عشق اليونس الفصل الثاني 2 بقلم ولاء علي

رواية عشق اليونس البارت الثاني

رواية عشق اليونس الجزء الثاني

عشق اليونس

رواية عشق اليونس الحلقة الثانية

فأنهت عشق حديثها مع صديقتها، وهبطت للطابق الأرضي، حيث تتواجد والدتها، فوجدت معها امرأة أخرى علمت أنها خالتها، من الصور المحتفظة بها والدتها، وأيضًا يجلس معهما رجل كبير ورنا، وشاب أخر لم ترا وجهه، ولكن ما أصابها بالفزع مظهر والدتها الباكي، فأقتربت منها بفزع وقلق.

فركضت عشق لها سريعًا، وجست على ركبتيها أمام والدتها، وتناولت يدها بحنان، وهي تغمغم بخوف وقلق:
– مالك يا ماما؟ بتعيطي ليه يا حبيبتي؟ هو جدو لسه زعلان منك؟

فتفاجىء يونس أن صاحبة الصوت العذب، كما أطلق هو عليها، تلك الفتاة الباكية على سطوح منزلهم ما هي غير إبنة خالته، فأشتعل غضبه أكثر لما حدث معها، وبرزت عروقة، ولكنه حاول التحكم في غضبه، لكي لا يلاحظ أحد، فهو سيقتص لها حقها من ذلك شبيه الرجال وأبيه، ولن يعلم أحد ما حدث معكِ يا صغيرتي.
جميله بحنان :
– اهدي يا عشق يا حبيبتي، أنا كويسة، عرفت إن جدك مسامحني الحمد لله، بس مسافر هو وخالك بيعملوا عمره، وهيرجعوا بإذن الله بكرة.
فابتسمت عشق براحة، ولثمت يد والداتها:
الحمد لله يا جيمي يا حبيبتي، أمال مالك قالبةعلى أمينة رزق كدا ليه؟!
فضربته جميلة على رأسها بخفة:
– يابت اعقلي وأكبري شوية.
عزة بحب:
إية يا شوشو، مش هتسلمي على خالتك يا قلبي.
فنظرت عشق لخالتها بمحبة وسعادة، وذهبت لها واحتضنتها بحب، ولم ينتبه أحد لذلك الغاضب
الجالس معهما، فشعرا بالضيق من أحتضان والدته لها!
خالد بحنان، وحب أبوي:
– نورت بيتك يا بنتي.
عشق بأدب:
– شكرًا للحضررتك يا عمو، البيت منور بناسه وأهله.
رنا بابتسامة رقيقة:
– فرحانه قوي إن ليا بنت خالة شقية، ودمها خفيف كدا زيك يا عشق.
عشق بابتسامة محبة من تحت نقابها:
– أنا إلا فرحانة، ببنت خالة عسولة وقمر وكيوت كدا زيك يا رنوشة.
عشق، هكذا ردد يونس اسمها في عقله، فكان يتلذذ بنطق اسمها، فوجد نفسه يردف بصوت مسموع “عشق اليونس”.
فوجدهم يرمقونه باستغراب وعدم فهم ،حتى هي..
خالد:
– بتقول إيه يا شيخ يونس؟!
يونس بحرج:
– احمم، كنت عايز أسئل عشق في كليه إيه؟
عزة:
هههه مش تستنى لما نعرفها بيك الأول يا شيخ يونس!
أما عن عشق فلقد استغربت مناداة خالتها وزوجها لذلك الشاب الصغير بالشيخ، فانتبهت على حديث خالتها معها.
– دا يا عشق يا حبيتي يونس، الشيخ يونس ابني.
فاردفت عشق بصوتها العذب الرقيق:
أهلًا بحضرتك يا شيخ يونس.
يا الله، يا لها من فتاة تمتلك نبرةة صوت جذابة بشدة، فاستغفر ربه على ما يفكر به ويشعر به،فنظرا لها بثبات مزيف:
– أهلًا يا بكِ آنسة عشق، طيب يا جماعه عن إذنكم عشان صلاة المغرب أزفت، يله يا حاج.
– يله يا بني، كلوا لقمة وارتاحوا يا جميله انتي وعشق،٠وبإذن الله نكمل كلامنا بكرة لما الحاج يوصل زي ما طلبتي؟
– تسلم يابن عمي، ربنا يباركلك في يونس ورنا، وتفرح بيهم عن قريب.
فذهب كلُا من يونس وأبيه للصلاة، وسط نبض قلب يونس لأول مرة، وأيضًا شعور عشق بالتوتر في حضرة ذلك اليونس، ولكن لا تعلم لما شعور الراحه والأمان اكتسحها في ذلك المكان،
فانتبهت لحديث خالتها.
– إيه يا عشق يا حبيبتي، هتفضلي لابسة نقابك ولا إيه؟! ما فيش رجالة معانا أهو، شيلي النقاب اللي خافيه نفسك بيه دا، خليني أشوف وش القمر.
فتوترت عشق، فهي تعلم عندما تزيح النقاب ما يحدث، فلقد سئمت من نظرات الصدمه والذهول من الجميع لها، والآن غير مستعدة لخوض نقاش بالأخص بوجود آثار من يد ذاك الحقير، ما زالت مطبوعة على وجنتيها، فقد استطاعت اخفائها سابقًا عن عيون والدتها ببضع كريمات، ولكنها الآن لا تضع شيئًا، وغير مؤهلة لخوض نقاش مع والدتها لمعرفة ما حدث معها، فهي لن تتحمل تعرف ما حدث معها.
فلاحظت والدتها توترها، من فرك يديها، فعلمت بضيق ابنتها من رد فعل النساء، عندما يرونها كأنها كائن فضائي، لم يسبق لهن رؤيتة قبلًا، فاردفت بابتسامة لشقيقتها:
– معلشي يا وزة، عشق بصراحة مش متعودة تشيل نقابها بسهولة في أي مكان، وكمان لسه مش متعودة على المكان هنا، فسيبيها براحتها لوقت ما تتعود على وجودها معاكم.
فاومات عزة بتفهم، وأخذتهما لشقة الحاج رضوان والداهما، ليرتاحوا قليلًا من عناء السفر، بعد رفضهما تناول الطعام.
فذهبت عشق لغرفة خالها لترتاح بها، نظرًا لأن حجرة والدتها مغلقة والمفتاح بحوزة جدها، فتركت حجرة جدها لوالداتها، فأدت فريضتها، وقرأت وردها، وأخبرت والدتها أنها ستغفو للصباح، فاومات والدتها بتفهم.
فذهبت عشق للغرفة مرة أخري ،وأغلقتها بالمفتاح المتواجد بها، فهي ليست معتادة على المكان، وأيضًا أصبحت تهاب كل شىء منذ محاولة إعتداء ذاك الحقير عليها، فتساقطت عبراتها حزنًا وقهرًا، فكتمت شهاقتها لحتى لا تستمع لها والدتها، فبداخلها جبال من الأوجاع
المدفونة، ولكنها لا تستطيع إظهار أي منها أمام
والدتها، فتظهر دائمًا وجهها المرح، ولكن قلبها ينقطع لأشلاء، من ثقل ما تحمله، فمنذ وفاة أبيها الحبيب ولم تجد الراحة ولا السند ولا الحماية
ولا الأمان، فاستغفرت ربها، ودعت لها بالستر، وأن يعوضها الله خيرًا، فأغمضت جفنيها وغفت، بعد الكثير والكثير من التفكير والدموع والأوجاع.
على طاولة العشاء في شقة خالد
كان يوسف وزوجته حاضران، فسلمت عليهما جميلة بمحبة، ففي الأخير يوسف أيضًا كان رافض فكرة زواجه منها، فهو كان لا يراها غير أختًا له، على عكس أخيه وشقيقتها العاشقين لبعضهما من الصغر.
يوسف بابتسامة بشوشة:
– نورتي يا بنت عمي بيتك.
– تسلم يا يوسف، لسه حلوة زي مانتي يا نادية.
– هههههه احنا نجي جنبك إيه يا جميلة، دانتي إلا ييشوفك يقول إنك لسة في العشرينات..
— الله يحظك يا نادية، لسه دمك خفيف زي مانتي.
عزة:
-هههه نادية ما تشبعيش من قعدتها وكلامها.
فأتى يونس وجلس معهم، وهو يبحث بعيونه بشكل لا إرادي عن صاحبة الصوت العذب، فأصابه الإحباط عندما لم يجدها بينهم.
فجلس واردف بمرح:
-مساء الخير يا حلوين، العشاء زايد نور انهاردة بوجودك يا جوجو يا عسل أنتِ.
– ههههه ربنا يباركلك ويسعدك يا حبيبي، يا أحلى شيخ في الدنيا كلها.
-إيه دا! حتى أنتِ كمان هتقولي شيخ يا خالتو، لا كدا هأزعل بقى.
يوسف:
– ههههههه مش هتكبر يا شيخ يونس بقى، إلا يشوف مرحك دلوقتي ما يشوفاكشي في وقت غضبك وعصبيتك.
يونس بمرح:
– دي نقرة ودي نقرة يا جو يا حبيبي.
فضحكوا سويًا على ذلك اليونس، الذي قادر على تغير أي جلسة للمرح والضحك.
فلم يستطع يونس أن يمنع نفسه من السؤال عنها:
– احمم، هي عشق ما جاتش ليه يا خالتو تتعشى
معانا؟ لو محروجة من وجودي أنا وبابا وعمي، ممكن ناكل في الأوضة، وتبقى براحتها لو حبت تشيل نقابها.
غمغم بتلك الكلمات على غير اقتناع، فهو من داخله رافض بشدة فكرة أن يراها أحد، ويتمعن بملامحها، لا يعلم لما كل تلك الغيرة المجنونة التي أصابته منذ استمع لصوتها، فيشعر بالغضب يكتسح قلبه كلما اقترب أحد منها واحتضنها، فماذا حدث لك يا يونس! هل جننت أم أصابتك لعنة تلك العسق؟! لما كل تلك المشاعر الثائرة عليه، مشاعر جديدة على قلبه، فتنهد بسأم من نفسه وما يحدث معه، فانتبه لحديث خالته معه.
– اطمن يا حبيبي، عشق إجتماعية جدًا، وبتقدر تتعامل، بس هي نايمه دلوقتي، وقالت هتنام للصبح، فمحبتش أزعجها وأصحيها، خصوصًا إن هي بقالها فترة مش بتنام كويس، ودايمًا بتقوم مفزوعه من النوم، وشكلها مرهق قوي.
غمغمت بتلك الكلمات الأخيرة بقلق على وحيدتها.
فدخلت رنا:
-وعمومًا يا يونس، عشق مش هترفع نقابها قدامنا، رفضت تشيل النقاب؛ عشان لسه مش متعودة علينا.
برغم حزن يونس من حديث خالته على ما يحدث مع تلك الصغيرة، ولكن حديث شقيقته أسعده بشدة، لعدم رؤية أحد لوجهها.
مرت تلك الليله وسط حكاوي الماضي، وأسرار الطفوله البريئة ومشاكساتها.
في صباح اليوم التالي:
في غرفة بطلتنا الجميلة.
نجدها جالسه على سجادة الصلاة، تسبح الله عز وجل على مسبحتها، بعدما انتهت من صلاة الفجر وقرأت وردها، فشعرت لاحتياجها للخروج لأستنشاق بعض الهواء، فارتدت نقابها على إسدال صلاتها وقررت الصعود للسطح قليلا، لعلا الهواء العليل يهدئ نار قلبها، فخرجت بهدوء بعدما اطمأنت على والدتها، فكانت خالتها غافية بجوارها.
فلقد استمعت لدخولهن ليلة أمس، وبكاء والدتها المرير خوفًا عليها من ذلك المسمى بعمها وابنه الفاسد، فتنهدت بوجع و قهر أكثر بقلة حيلتها في تخفيف حزن والدتها، فشعرت بثقل على كاهلها مما حدث ويحدث معها، فهي وحيدة، وحيدة بدون سند يحميها ويتصدى لمن يأذيها، فضعفت عزيمتها، واستولى عليها اليأس، فكانت تصعد للأعلى بانهزام روح وكسرة، وتغافلت عن حقيقة لا شك فيها، أن من كان مع الله فلن يخذل ولا يضعف أبدًا، فأخرجها من تلك الدوامة القاتلة للروح، صوتًا يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم، فأنجذبت لذلك الصوت الواضح به
الخشوع التأثر، فأقتربت بلا إرادة منها لمصدر الصوت، إلى أن وقفت بجوار باب غرفة مغلق، فتخشبت قدماها، وأقشعر بدنها من حلاوة تلك التلاوة، وشعرت بأن تلك الآيات ترسل إليها رسالة ربانية، كانت متغافلة عنها، فشعرت بالخزي والحزن من نفسها، فكيف تتناسى ستر الله عليها وحفظه لها في ذاك اليوم الذي حاول ذلك الحقير الإعتداء على برائتها وعفتها؟! كيف تتناسى بتلك البساطة فضل الله عليها لوقتها هذا،
الذي تقف به؟ كيف كانت بكل ذلك الجحود ؟! كيف وكيف…

الكثير والكثير من نعم الله عليها، كيف تتغافل عن التوكل علي الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام، كيف تنسى أن:
“من توكل على الله فهو حسبه وكفايته وأمانه”
فتساقطت عبراتها كلما تعمقت في تلك الآيات العظيمة.. الذي في كلًا منها عظة وموعظة.

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. (آل عمران 200)

“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. (البقرة186)
ظلت عشق فترة طويلة تريح قلبها بآيات الله تعالى، فلم تشعر بمرور الوقت، ولا بصوت شهقاتها المرتفع الدال على بكائها.. فاستمع لشهقاتها الجالس بالداخل بعدما انتهى من تلاوته وصدق، فوضع مصحفه، وهرول للخارج عندما وصلت له تلك الشهقات.
فخرج سريعًا بلهفة وقلق ليعلم ما حدث، فتفاجىء بتلك الواقفة بجوار الباب تبكي بشدة، وجسدها ينتفض معها، فغمغم بقلق وخوف عليها:
– عشق، بتبكي ليه؟ إيه اللي حصلك؟ حد زعلك؟ ردي عليا الله يكرمك طمنيني عليكِ
فتحكمت عشق في رعشتها وشهقاتها،وغمغمت بصوب ناعم، به بحة بفعل بكائها:
أنا آسفة لحضرتك على تطفلي، بس صوت حضرتك في التلاوة آثر فيا جدًا، بعتذر لحضرتك على الإزعاج إلا سببته لحضرتك، أنا ما كنتش أعرف بوجود حضرتك هنا.
فزفر يونس براحة، وابتسم لها، وهو يغمغم بمشاكسة:
– إيه كمية حضرتك، إلا اتقالت في الجملة دي حضرتك
فابتسمت عشق من تحت نقابها بخفة.
فاستشعرا يونس تلك الابتسامة، فأتسعت ابتسامته أكثر، وغمغم بجدية:
– أولًا: أنتِ بنت خالتي، يعني تقوليلي يونس. وثانيًا: أنتِ هنا في بيتك يا عشق، تطلعي وتنزلي وقت ما تحبي، فأكمل بحنان: كنتِ حابه تعقدي هنا؟
فاومات له بصمت وخجل.
– اتفضلي اقعدي براحتك، أنا كنت نازل أصلًا، ولو حبيتي ترتاحي، ادخلي الأوضة دي واقفلي عليكي بالترباص والمفتاح اللي جوا، واقعدي براحتك، وهتلاقي عندك كوفي كورنر صغير كدا، هتلاقي فيه أنواع مشروبات سخنة كتير، وهتلاقي بردوا حليب وعصاير في التلاجة إلا جوا، لو حبيتي تشربي حاجة، أنا هنزل بقى وخليكي براحتك، يا دوب أجهز عشان نروح نستقبل جدي من المطار، ولو احتاجتيي أي حاجة اتصلي بيا علطول، هتلاقي رقمي في نوت بوك جوا هنا، في أول ورق، ابعتيلي مسج لو مش حابة تتكلمي فويس، عن إذن حضرتك بقى يا فندم.
انهى حديثة بابتسامة وسيمة، وسط خجلها من وجودها مع ذلك اليونس في مكان واحد، وحديثه معها الذي يربكها بشدة.
فكاد يذهب، ولكنه إلتفت لها مرة أخري، وغمغم بحنان ودعم ومساندة لها:
– عشق، من اللحظة إلا دخلتي فيها من باب البيت دا، بقيتي من بعد ربنا سبحانه وتعالى مسؤولة مني وفي حمايتي أنا قبل الكل، مش عايزك تخافي من أي بني آدم في الدنيا، مش هسمح لأي حاجة تقرب منك وتأذيكِ، تأكدي طول ما يونس عايش، هيقف في وش الدنيا كلها علشانك، أوعدك هكون سندك وأمانك وحمايتك لأخر نفس فيا، ودا وعد من يونس لعشق، وربنا شاهد علي أقول، اطمني أنتِ في حماية وكنف الله، والعبد الفقير إلى الله يونس، فاطمني وارتاحي، أنتِ خلاص جيتي وسط عيلتك.
فانهى حديثه، وأهداها ابتسامة مطمئنة تأكيدًا على حديثة الصادق، النابع من قلبه، فاستدار وذهب، وترك تلك العشق تنظر في أثره استغراب شديد لقدرته على ترك بصمة قوية بقلبها، من أثر صدق تلك الكلمات التى اردف بها، فزفرت أنفاسها براحة، وابتسامة رقيقة نمت فوق شفتاها، وسط ارتفاع دقات قلبها بمشاعر غريبة عليها، مشاعر لم تخوضها من قبل، ولا تعرف ماهيتها، ولكن كل ما تعرفه، أن ذلك اليونس حضوره طاغي بشدة علي وجيب نبضاتها، وارتباك كيانها، فوضعت يدها على قلبها لعلا تلك الضربات القوية بداخل قلبها تهدئ قليلًا، فتنهدت بقوة، فأخيرًا عاد إليها ذلك الشعور بالراحة، التي افتقدته من وفاة أبيها. فنظرت لتلك الغرفة بفضول، وذهبت داخلها وأوصدت الباب خلفها جيدًا، وأزاحت نقابها عن
وجهها، فشعرت بسكينة وهدوء نفسي بها، فجلست على التخت المتواجد بها، فشعرت بالنعاس يزورها، فهي منذ فترة طويلة صاحبها الارق بفضل كل تلك الأحداث التي مرا عليها، فتسطحت على التخت وغفت سريعًا بشكل غريب، لأول مرة منذ فترة طويلة بدون خوف أو قلق.

مرا نصف النهار، وما زالت عشق في غفوتها، فالجميع ذهب لاستقبال الجد من المطار، حتي والدتها لم تتحمل أن تظل في المنزل بانتظار أبيها المشتاقة له بشدة.
فلم يتواجد بالمنزل غير عشق، وتلك الفتاة المسماة برحاب.

فاستيقظت عشق من غفوتها، وهي تنظر حولها بنعاس وعدم فهم، فرمقت ذلك المكان الغريب عليها بتية، ظلت عدة ثواني إلى أن استعادت تركيزها، فنظرت للوقت بهاتفها فشهقت بصدمة، عندما وجدت الوقت قد تأخر كثيرًا، فهل غفت كل ذلك الوقت؟!
فوجدت رسالة من والدتها تخبرها بها، أنها ذهبت مع الجميع لاستقبال جدها وخالها، فتثاوبت ونهضت بتكاسل لتهبط للأسفل، لتغير ملابسها وتؤدي فروضها التي فاتتها، فوضعت نقابها وخرجت من الغرفة وكادت تنزل الدرج، ولكنها استمعت لهمهة مكتومة تأتي من أخرى على االسطح ولكنها بعيدة قليلًا عن الغرفة التي كانت بها، لكبر مساحة السطح، فاقتربت بتوتر وقلق، فكلما تقدمت استمعت لتلك الهمهة بشكل أوضح، فتسارعت أنفاسها برعب، عندما استمعت لصوت تبغضه بشدة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق اليونس)

في نهاية مقال رواية عشق اليونس الفصل الثاني 2 بقلم ولاء علي نختم معكم عبر ويكي ثمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى