قراءة وتحميل رواية نفق الجحيم الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ريناد يوسف
من خلال موقع ويكي ثمار نقدم لكم في هذا المقال ،رواية نفق الجحيم الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ريناد يوسف ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية نفق الجحيم الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم البارت السادس والثلاثون
رواية نفق الجحيم الجزء السادس والثلاثون
رواية نفق الجحيم الحلقة السادسة والثلاثون
الكل اتجمع قدام باب الموطبخ وعمالين ينقلوا عيونهم مابين شام وعزت والوكل المكبوب عالارض، والكل اجتمع فِكره علي تفسير واحد للي شايفينه،
لكن عزت محاه من عقولهم وهو عيبص لشام ويبرقلها عنيه بتهديد ويقولها:
راح لم ايه الحنش اللي عتقولي عليه ديه؟ اوعي من وشي خليني اشوفه قوام راح فين، احسن يلبد فزنقوره ويلوشله وحده من الحريم ولا حد من العيال على غفله.
خلص كلامه وزاح شام من طريقه ودخل الموطبخ وعمل روحه عيدور فكل مكان، وبص لكرار ومعروف اللي كانوا واقفين اقرب اتنين لباب الموطبخ وعيبصوله وزعق فيهم:
انتوا هتقفوا متنحين إكده وباصينلي ومهملين الحنش اللي عتقول عليه؟ هموا تعالوا دوروا معاي!
إتقدم كرار ومعروف قوام ودخلوا، وابتدوا يدورا فكل مكان في الموطبخ، وانطلت عالكل كدبة الحنش الا على عديله؛ اللي راحت على شام ومسكت اديها اللي عيرعشوا، وبصت فعنيها وفهمت إن الخوف اللي فيهم مش سببه حنش، وإن الموضوع اكبر من إكده، وبفطنتها فهمت اللي فيها، وشدت شام من يدها وراحت بيها عالأوضه بتاعتهم، وهما ماشيين سمعوا صوت حوريه عتقول:
غوري ربنا يقلقل راحتك كيف ماقلقلتي منامنا وزوعتينا، قايمه يختي فنصاص الليالي تاكلي وتنهشي لما بقيتي كيف الجاموسه العُشر! خشمك مبقاش يبطل لمط ليل نهار.
شام سمعت ومردتش وماصدقت إن الباب أتقفل عليها هي وستها عديله، واترمت فباطها وشهقت بخوف، وعديله طبطبت عليها وسألتها:
ديل تاني نجس فعيال توفيق ولدي مش إكده؟
شام بقهر: كان عايز يعمل كيف أخوه ماعيمل فيا ياستي،
ويقول قال عايزني برضايا ومش هيغصبي، بس اني متوكده إنه لو لقي الفرصه هيعمل فيا كيف اخوه واكتر.. اني عكرههم كلهم وعكره البيت ديه وعكره سكانه، اني ليه اتكتب عليا الظلم والغصب ليه؟
عديله وهي عتطبطب عليها بمحبه:
هودي بس ياشام ومتسأليش الخالق عن حاجه عتوحصول معاكي لحكمه مخفيه ميعلمهاش غيره، واصبري واتلفحى بالجلَد ومتنسيش إن ربك ما بظلام للعبيد.استغفريه واصبري يابنيتي الصبر جميل..
خلي بالك بس انتي من روحك وإتجنبيه لحد ماربك يصرف انظاره ويشغله عنك بحاجه تانيه.
شام: ولحد ميته هقعد اتجنب؟ وهتجنب مين ولا مين؟ داني إكده هجيب العمر كله دسدسه يابوي!
عديله:
لحد ماربك يرفع عنك البلا ويصرفهم عنك.. ودلوك اقعدي أهنه واني هروح اجيبلك وكل غير اللي إتكب منك.
شام :
له ياستي متجيبيش خلاص نفسي إتسدت معاوزاشي.
عديله: فيش حاجه إسمها عاوزاشي، الوكل ديه مش ليكي، ديه للي فبطنك واللي هتتسألي عن جوعه وعطشه، ومن إهنه ورايح متعاوديش الموطبخ في الليل لحالك تاني، ووكلك تجيبيه معاكي وانتي جايه فأول العشيه وتغطيه بمجور لبن فخار، واول ماتجوعي تقومى ترفعى الماجور وتاكلي.. والباب اللي يجيلنا منيه وجع القلب ياشام نليسوه خالص ونبعدوا من وراه مناقصينش مرار.
قالت كلامها وطلعت راحت عالموطبخ وشافت عزت وكرار ومعروف لساهم عيدورا عالحنش، وبصت لعزت وقالتله:
خلاص ياعزت بطلوا فتيش مهتلقوشي حاجه،، الحنش مش مهبل عشان يقعد في الموطبخ لحد مالناس تمسكه،
الحنش لئيم وعيعرف يلاوع الناس زين.. روح دور عليه فأوضتك وسط خلجاتك ولا تحت سريرك حاكم اوضتك قريبه عالموطبخ واقرب أوضه للحنش يتدس فيها ويلبد.
وانتوا يلا كل واحد يروح يكمل نومه وبطلوا برم، الحناشه ملهاشي موطرح معتقعدش فمكان.
كرار ومعروف سمعوا كلامها وكل واحد راح على أوضته ومفضلش واقف غير عزت اللي حس إن سته فهمت اللي جرا أو إن شام قالتلها،
وفي الحالتين هو فخطر ولازمن يعرف من سته هي ناويه على أيه؟ وهل هتفضحه هي وشام ولا هيسكتوا؟
بس من نظرة سته ليه عرف إنه مهتسكتش،
وعشان كرار مهيصدق عليه غلطه ويخلص منيه القديم والجديد لازمن يحاول بأي طريقه إنه يمنع الكلام عشان ميوصلهوش.
قرب على سته عديله ووقف قدامها ونكس عنيه فالأرض وحاول إنه يتصنع الندم وقال:
ستي اني غلطت فحق اخوي ومرته وفحق نفسي وندمان ومحقوق.. اني معارفشي كيف طلع مني الحديت ديه ليها، بس والله ساعة شيطان ومكنتش داريان باللي عقوله..اني معارفشي اذا كانت شام قالتلك عاللي جرا ولا له، بس اني قولتلك عشان تقوليلها سامحي عزت فى الغلطه اللي بدرت منيه فحقك واغفريها ووعد منه مهتتكررشي نوبه تانيه.
ردت عليه عديله بنبرة تهديد:
لو عالسماح فمهتلاقيش سماح ياواد حوريه، وان كان عالخوف اللي دفعك تقول إكده فواجب عليك تخاف.. ولو على إنك مهتعملهاش، فديه أمر يرجعلك وعن نفسي عايزاك تعملها تاني؛ عشان اني بنفسي اللي اخلي فضيحتك بجلاجل واجرسك وافضحك فضيحة اللحمه في السوق وأخلي اللي مايشتري فيك يتفرج عليك.
عزت راح لمها وبلهفه ووعد كداب اكدلها:
مهتتعادش ولا تتكرر ياستي والله، واوبقي شوفي واديكي قاعده وأقل كلمه مني لشام أوبقي اعملي مابدالك وقولي اللي تقوليه وكتها.
عديله بحزم:
طيب غور يلا على اوضتك واتخمد ونام، واول ماياجي عليك الليل وتلقى عقلك وبدنك صابهم الصهج اسقطلك فهبابة ميه باردين يبردوك واتخمد واستر علي روحك لغاية ماتاجي سنوية ابوك وتخلص ونجوزوك بت عمك،
متسرحش سرح الكلاب ديه عشان متجيبش لروحك الاذى والإهانه.
وعايزه افهمك على حاجه.. شامه مش هتطاوعك فاللي إنت رايده منها لو على قص رقبتها.. شامه مش خاطيه واللي عيمله فيها اخوك ورفقاته عيملوه بالغصب مش بمزاجها، اتكاتروا عليها والكتره عتغلب الشجاعه..
يعني مرت اخوك مش فلتانه ولا عتدور عالحاجه داي عشان اول ماهتشاورلها هتاجيك تلهث وتترمي تحت رجليك.. شامه هي اللي عتتجنب كرار مش هو اللي متجنبها.. شامه لو عايزه المصالح البايخه اللي فمخك كانت اتسحبت فنصاص الليالي لجوزها حلالها وبلفت عقله وخلته ميعرفش ليله من نهاره، بس هي معاوزاهش ولا طايقاه ولا عاوزه منيه قرب؛ وعشان إكده غاطسه فالخلج الاسود ومتواريه عن عنيه يافي الموطبخ يافأوضتي..يعني لو هتدور عالنجاسه متدورش عليها حدا شام عشان شام مش نجسه ياواد حوريه.
عزت:
عارف ياستي وقولتلك ساعة شيطان وخلاص راحت لحالها، ودلوك احب على يدك استسمحيهالي وقوليلها عزت محقوقلك ومهتتكررش تاني.
عديله: ياعزت خلاص فضها وروح على اوضتك وهمل شام فحالها من النهارده لا تتعرضلها بزين ولا بعفش.
عزت : يجرالك ويجرالها، وليكي وليها من إهنه ورايح إن لساني مينطقش عليها بكلمه.
عديله: طيب لما نشوفوا ياواد المرحوم.. ودلوك يلا علي اوضتك ولا فيه حديت تاني؟
عزت: له ياستي مفيش أي حديت تاني هو ديه خُصم الحديت.
قالها واتحرك وطلع من الموطبخ وراح على أوضته وقفلها عليه وبلع ريقه براحه وبلع معاه الهبطه اللي هبطها قلبه مع صرخة شام ولمت اهل البيت عليه.
أما شام فكلت الوكل اللي جابتهولها ستها عديله وبعدها استوت عالسرير وغمضت عنيها وهي عتهروب من إلاحساس البغيض اللي رجعها ليه عزت، وشعل جواها مناقد الغضب والخوف.. وهاجمها إحساس تاني يساعد في حرق روحها ويزيد على نار قلبها حطب، وهو أحساسها بالحنين لأمها وابوها وخياتها البنات ولقعدتها وسطهم ولضحكهم سوا ولأيام القلب فيها مكانش شايل اي هم والبال كان رايق،
وشوق لحبيبها ابو قلب حديد اللي حاسه إنه كل ماعيعدي من قدام بابها عيسأل ويدور بكشفاته الكبار عليها فوق سطوح بيتهم ويصرخ بإسمها في الرايحه والجايه كيف ماكان يعمل.
ومن وسط الشوق ومضت قدامها صورة صابر، لكنها اختفت قوام من غير حتي ماشام تركز فملامحه اللي بقت تشوفها باهته مش واضحه كيف لاول!
وحالاً زاحمتها صور كتير وزاحتها واحتلت موطرحها، زي صور صحباتها البنات، وصوره البندق وشوارع بلدها وريحة نسايمها،
وكل ديه اثقل روحها بشوق مقدرتش تتحمله فهربت منه بالنوم قبل ماتنهار وتدخل في نوبة بكا متعرفش إذا كانت هتقد تسيطر عليها ولا له.
عدى الليل وتاني يوم قام كرار والجميع، وراحوا على شغلهم، وفغفله حوريه ركبت عالسطوح وراحت للبلاص خدت منيه رزمة فلوس تانيه غير اللي جابت منها اللبه لبت العمده، وليست البلاص تاني ونزلت،
ودست الفلوس زين عشان مصاريف فرح كرار، ونزلت وهي عتفكر فحيله تخيل عالكل وكت ماتطلع الفلوس، وتبعد عنها شبهة السرقه،
وكانت مطمنه إن الجواز لساله كام شهر ووكت الفكر قدامها ممدود.
وقفت حوريه فنص الموطبخ وادت كل وحده مهمتها، وبعد ماخلصت توزيع المهام بصت لشام اللي كانت موطيه عتدور في الطرومبه بتاعة الميه؛ عشان تاخد ميه تغسل المواعين؛ وشافتها عتنهج وكالَّه وتعبانه!
وبصت لأماكن محدده فجسمها وشافت فيها تغيير! والتغيير ديه ميحصلش غير للحبله!
فديقت عنيها بشك وراحت على شام اللي كانت ملت البستله وشالتها من تحت الطرمبه وماشيه بيها ووقفت قدامها وسألتها بشك واضح:
بت انتي حبله ياك؟
شام سمعت الكلمه ورجفه سرت فبدنها خلت بستلة الميه وقعت من بين اديها، وبصت لحوريه بخوف..
وحوريه وكل اللي في الموطبخ إتحركوا من موطرحهم قوام يبعدوا عن لجة الميه اللي عملتها شام تحتهم، وحصلت ربكه خلت حوريه تنسى سؤالها الاساسي وتزعق فشام بغيظ:
ايه اللي هببتيه ديه يابومه انتي؟ إديكي بقت سايبه ليه! عتاكلي عيش سلف اياك؟
شام مردتش عليها وإستغلت انشغال الكل ولغفنتهم وجرت على بره الموطبخ، وراحت على اوضة ستها عديله وقفلتها علي روحها، وعديله كانت قاعده علي الدكه جار عيال صفوت وواد سلام وأول ماشافت شام عتجري قامت عليها بلهفه ودخلتلها وسألتها بخوف:
مالك ياشامه جايه من الموطبخ جري ليه؟
شام بلغفنه:
نصيبه ياستي نصيبه.. حوريه سألتني انتي حبله ولا له.. حوريه شافت أماره فيا وشكت والمستور هيتفضح ويتعرف.
عديله بهدوء:
طيب وايه يعني مايتعرف، ماانتي إكده ولا إكده هتولدي كمان شهرين او أقل والكل هيعرف، وبعدين الحمد لله إنك وصلتي للسابع وشهورك عليت وربنا كملك لحد إهنه بالستر، وبطنك عامله كيف بطن الزرزور مبايناش، والوحم خد ٤ شهور ورفع لحاله، والخطر من عليكي زال ومبقاش عاللي فبطنك خوف كيف لاول.
شام : كيف مافيش خوف يعني ياستي وكرار لو عرف هيعمل عمايله ويسقطني ويموت العيل فبطني، طيب داني خايفه إني بعد ماأولده وياجي عالدنيا يموته بيده.
عديله: له ياشيخه مهيقدرشي يعملها امال إتجن خالص ياك؟ هودي بس انتي وبلاها خوفك ديه؛ دانتي عيلك من كتر الرجيف اللي اترجفتيه هتجيبيه راكبه الرجيف ويمشي مربوش.
شام: طيب لو حوريه سألتني السؤال ديه تاني ارد عليها واقولها ايه؟
عديله: قوليلها يمكن حبله معارفاشي روحي لسه، منا لآخر الشهر يبان.. وبطلي خوف هبابه ياخوافه.
أما حدا بسيمه وهمام..
همام دخل الأوضه، وبسيمه كانت قاعده عالأرض ماسكه شلة صوف وابرة كروشيه وعماله تشغل فطاقيه صوف رجالي وتغني بهداوة:
يااابو الطاقيه الشبيكه مين شغلهااالك،، شغلت بيها البلد ولا انشغل بالك.. يابوا الطاقيه الشبيكه..
همام قعد قصادها على السرير وبص للطاقيه بفرحه وسألها بأمل:
الله يابسيمه حلوة الطاقيه داي تسلم يدك وعمايلها، عملاهالي اني مش إكده؟
بسيمه بصتله بنص عين ولوت خشمها وقالتله:
وأعملك إنت طاقيه بيدي ليه؟ عاشقاك ولا كنت عاشقاك؟ الطاقيه عاملاها لابوي حبيبي لما ياجيني الجمعه الجايه هديهاله، اصله معيلبسش طواقي غير من تحت إيدي.
همام بزعل وهو باصصلها: وفيها ايه ماتعشقيني يابسيمه اني جوزك حلالك وانتي حلالي.. اغفري وسامحي ديه ربك عيغفر ياشيخه.
بسيمه رفعت عنيها وبصت فوشه وبعدها نزلت بعنيها على رقبته وبالتحديد عالجرح الطولي اللي فيها وأثر العضه اللي فوقه وردت عليه بتصميم:
واني مش ربنا ياهمام عشان اغفر واسامح.. واللي عميلته لا يتغفر ولا يتسامح عليه ولا يتنسي.. توب وصلي وصوم وقرب من ربنا على كد ماتقدر عشان ذنبك يتغفر،، إنما فعيني أني هتقعد طول عمرك خاطي مليكش توبه.
همام رفع يده وحطها على الجرح اللي فرقبته يداريه من قدام عنيها وهو حاسس إنه هو السبب اللي ممخليهاش تنسى اللي جرا وكل ماتبصله تفتكر من تاني.
وبسيمه اول ماحط يده علي رقبته خفضت عنيها تاني على الطاقيه اللي فيدها وكملت شغل فيها،
وهمام شال يده ومسك تلفيحه لفها حوالين رقابته وقام وراح قعد قدامها وبصلها وقالها:
طب بلاش مسامحه ولا غفران معاوزهمش دلوك، ولا عايز منك محبه.. بس عايز حاجه منك واعتبريها صدقه على واحد غلبان.. وهحلفك بغلاوة ابوكي عندك ماتردى طلبي.
بسيمه رفعت عنيها عليه ورفعت حاجبها بتساؤل عن طلبه وهو بص للطاقيه اللي فيدها وقالها:
اديني الطاقيه اللي فيدك داي بعد ماتخلصيها.
بسبمه بصتله بصة استهزاء وهزت دماغها بسخريه ورجعت تكمل شغل في الطاقيه ومردتش عليه وهو كمل.. داني حلفتك بغلاوة الغالي!
بسيمه ردت عليه من غير ماتبصله:
الحاجه اللي تتعمل لسيد الرجاله وتتشغل على حسه محدش غيره يلبسها ولا يحطها على جتته.
همام سمع كلامها واتبسم بخذلان وقام من قدامها وهم يطلع من الأوضه، وقبل مايطلع وقف وسألها:
أني طالع رايح المعمل.. اجيبلك حاجه معاي واني معاود، نفسك فحاجه حلوه اجيبلك؟
بسيمه بعدم مبالاة:
لو قابلتك حاجه حلوة هات، بس اعمل حساب الكل امك واخوك وخياتك متجيبش حاجه قليله امك واخواتك ياكلوها مني واني امصمص صوابعي بعدهم وتحسبها عليا مجايب.
همام: حاضر.. هجيبلهم هما لحالهم وانتي لحالك.. طالبه حاجه معينه؟
بسيمه: اللي تجيبه جيبه مفارقاشي.
همام: اني عارف إنك عتحبي الهريسه هجيبلك هريسه.
خلص كلامه وطلع وبسيمه مسكت الطاقيه بأديها التنين ورفعتها وبصتلها شويه، وبعدها رجعت تشتغل فيها تاني وكان باقيلها صف واحد وتتمها.
وبعد ساعات قضاها همام في المعمل عاود بعد ماخلص شغله، وهو راجع حود على دكان الحلويات وجاب الهريسه لبسيمه، وجاب لاخواته وامه وحدهم وجابلها كمان كيس تسالي ليها لوحدها بعيد عنهم يخصها بيه هي بس في السر.
دخل البيت وبمجرد مادخل أوضته هو وبسيمه شافها لساها على قعدتها عالأرض كيف ماهملها!
اداها نايبها من اللي جايبه وراح خدله غيار من الصندوق بتاعه اللي جابه لخلجاته المغضوب عليهم وممنوع يتحطوا مع خلجات بسيمه كيف ماصاحبهم مغضوب عليه ودخل الحمام، اتشطف وغير خلجاته،
ودخل في السرير وإبتدا في التأمل بتاع كل عشيه وهو باصص لبسيمه وعيراقب كل حركه منها، وكل خطوة وكل التفاته، ويترقب لكل حرف يطلع من خشمها،
أما شام فبعد دقايق من خروج همام من الحمام ونومته على السرير قامت بالعافيه من تنميل رجليها، واتحركت ناحية السرير ورمت على همام حاجه واتحركت على الحمام قوام،
وهو مسك اللي اترمى عليه وفرده لقاها الطاقيه.. اتعدل وبص للطاقيه بفرحه يتأملها وكان فاكر إنها الطاقيه اللي كانت عاملاها لأبوها، لكنه بص موطرح ماكانت قاعدة ولقي طاقيه تانيه وعرف إنها عملتله طاقيه.
وداي كانت أول حاجه تعملها عشانه بسيمه من أول جوازهم!
وقام من موطرحه وهو واعي بسيمه طالعه من الحمام، وراحلها ووقف قدامها وقالها بفرحة:
تسلم يدك ومشكوره يابت الاصول من يد مااعدمهاشى.
بسيمه بصتله ومردتش ومشت راحت خدت الهريسه وكيس التسالي وقعدت على فرشتها على الأرض، وفتحتهم وإبتدت تاكل،
وهمام لبس الطاقيه وعاود على موطرحه فوق السرير، اللي بسيمه من تاني يوم جواز هجرته وخدت قرار متقربش ناحيته وتحرم عليه بدنها كيف مامحرماه على همام.
أما بسيمه فبعد ماشافت همام لبس الطاقيه اللي عملاهاله بيدها وشافتها فوق راسه وشافت فرحته بيها، وبصت على الجرح اللي فرقبته.. اتوقفت عن الوكل، وندم جارف اجتاح كيانها وحست إنها خاطيه وخاينه عشان حنت عليه وعملتله حاجه فرحته،
وهي وناسها كلهم مطالوش من وراه غير كل حزن ووجع، وهجوله من بلدهم لبلد ميعرفوش فيها حد،
وعبثت وشها ورمت الحاجه من يدها ونامت وغمضت عنيها، واتمنت لو انها تقدر تفك خيوط الطاقيه اللي عيملتهاله وتخنقه بيهم وتنهي حياته.
وراحت في النوم وهي خايفه همام يعتبر الطاقيه عربون محبه منها، ودعوة تشجيع للقرب، أو إنه يفهم إنها عتديه أمل فأنها ممكن في يوم من الأيام تتقبله..
ونامت وهي عازمه على إنها فالأيام اللي الجايه ترجعه من طريق الوهم ديه لو كان خطاه.
وصبح صبح جديد عليهم وهمام قام عشان يصلى الفجر، وخد أخوه معاه، وبعد ماعاود عشان يفطور ويستعد إنه يروح على شغله في المعمل وقفه أبوه وهو عيقوله:
اتوانى عن روحة المعمل النهارده ياهمام عشان هنروحوا الغيط نحصدوا الفاصوليا نضجت خلاص.
همام بطاعه: حاضر يابوي.
أبو همام:
لواحظ همي انتي وبناتك عشان هتروحوا معانا، الحصاد محتاج ايادي كتير عشان نشهلوا.
لواحظ: حاضر.. همي يابت انتي وهي والبسوا الملسان يلا.
بسيمه كانت واقفه وسامعاهم وقالت:
واني كمان عايزه اروح معاكم اساعدكم.
ابو همام:
له يابتي انتي لساكي عروسه مكملتيش سنه عيب ماتطلعي دلوك.
بسيمه زعلت لانها كان نفسها تطلع من البيت، وتمشي فالشوارع وتشوف الدنيا؛ لأنها مضرياناشي عالحبسه داي ولا متعودة عليها، وهمام شاف ملامحها حزنت وقال لأبوه:
له يابوي خليها تاجي معانا تساعد وتشوف الدنيا وتفررط رجليها وتتهوى من حبسة البيت، وبعدين حدش من الناس ليه حاجه حدانا..
لواحظ:اسكت ياهمام عيب متركبناش العيبه!
همام: يمه داي مرتي واني اللي هطلعها محدش فيكم ليه صالح، واللي يسألكم قولوله جوزها اللي طلعها ليناشي صالح.
لواحظ وجوزها بصوا لبعض وسكتوا، وهمام بص لبسيمه وإداها أمر تغير خلجاتها وتجهز، وبسيمه ملامحها انفرجت وراحت قوام علي اوضتها وغيرت ولبست ملس زيها زي حماتها والبنات، وطلعت معاهم للغيط.
وهناك حصدوا الغيط وعلى قبل الضهر كانوا مخلصين، وقعدوا كلهم ياخدوا نفسهم، وجات قعدتهم تحت نخله، ضربت بسيمه عينها عليها لفوق لقت فيها بلح فغير أوانه!
بعجب سألت:
ليه النخله داي فيها بلح دلوك مع إن النارخ طرح دلوك؟
ردت عليها اخت همام الكبيره:
النخله قلبها فاضي واكلاه الفيران ومجوفاها، واللي عيطلعوا النخل فبلدنا مش عيرضوا يركبوها من مخافة توقع بيهم.
بسيمه بصت للبلح بإشتهى وردت عليها:
بس والله خساره داي باين عليها بلحتها حلوه.
رد عليها عزام أخو همام:
حلوه قوي وكانت أحلي بلحه في الناحيه والناس يوم قطعها تتهافت علينا عشان تاخد منها وتدوقها، والكل يحلف بيها ويزرع منها فثايل ونوى بس ولا نخله طلعت زيها، والكل قال أن اللي حصلها ديه من عين صابتها بالحسد.
بسيمه: شوقتوني أدوقها والله.
لواحظ: استني يمكن حظك يقوم الهوا ويهز سبايطها ويخليها تنزلك بلحه تدوقيها؛ يمكن تكوني وحمانه وتطلع فوش العيل.
بسيمه سمعت كلمة وحمانه وبصت لهمام وهو بصلها وإتبسم بتمني واتمني فسره إنه فال ويكون، وبص للنخله شويه وإتفحصها من فوق لتحت وفلحظة طيش قام وقف على حيله وقلع تلفيحته وخد تلفيحة اخوه وربطهم فبعض وعملهم مطلع، وراح على النخله لف حواليها التلافيح، وإبتدا يعدل فيهم ، والكل مستغرب من اللي عيعمله، والكل مستنيه يعمل حاجه مختلفه غير اللي حتى مرضيوش يفكروا فيها، زي إنه ممكن يكون هيهز جزع النخله بالتلافيح مثلا..
لكن الكل إتصدم وهما واعيين همام عيربط التلافيح حوالين وسطه ويطلع اول سلمتين منها، وإهنه الكل شهق، ولواحظ صرخت عليه بخوف والكل وصفه بالجنون، وأبوه راح عليه يلحقه قبل مايطلع زياده وينزله،
لكن همام كان اسرع منه وركب قوام المسافه اللى بعدته عن ادين ابوه، وواصل طلوع وهو عازم إنه يدوق بسيمه اللي نفسها اشتهته مهما كلفه الأمر، واتمني لو إن فيه مطلع لكبد السما كان طلع عليه مهما كان علوه،
وجابلها النجوم اللي قالت عليهم ولضمهملها عقد ولبسهولها.. حتي وهو عارف إنها بعد مايعمل إكده مش هترضى عليه ولا تحن.
لكن اللي اتبنى فقلبه ليها من وكت ماشافها لحد دلوك خلاه عايز يجيبلها الدنيا وما فيها، ويقدم روحه ليها فدا ومتغلاش لو طلبتها،
وديه مليهش غير تفسير واحد.. إن همام عشق والعشق مرمر قلبه وبدل حاله وأحواله، ونبتت من بين أحجار قلبه نبتتة محبه سبحان من فطرلها الاحجار وانبتها، وقوام ضللت على كل روحه بأوراقها الخضره.
ووصل همام لآخر النخله ومجرتلهوشي حاجه، ومسك السباطه بفرحه وهزها، واتساقط البلح اللي نشف واتحمص على أبوه بفعل الشمس وبقي عامل كيف إقماع الجلاب دايب،
وأخواته جريوا على البلح بفرحه ينقوا وياكلوا، وأبوه وأمه عنيهم متشعلقه عليه فوق وقلوبهم عتقول يارب سلم، وبسيمه زيهم مواعياشي البلح وعينها عليه؛ لأنها متوكده إنه طالع النخله مخصوص عشانها وخايفه تجراله حاجه والذنب يدبحها، وهو كان باصص عليها من فوق وشايف عيونها المتعلقه عليه، وبص للسما ودعا ربه من كل قلبه إنه يفتح فقلب بسيمه ليه منفذ حتي كد خرم إبره؛ تدخل منيه ولو هبابة محبه ليه جوا قلبها هو راضى بيهم.
وبس خلص دعوته وسمع حس طقطقه طالع من قلب النخله! ويادوبك استوعب اللي عيجرا كانت قلة النخله عتميل بيه وصوت صرخات عتتسابق لمسامعه، وقبل مايعمل أي حاجه كان عيهوى مع نص النخله الفوقاني للأرض وآخر حاجه إفتكرها منظر الأرض وهو عيقرب منها.
أما حدا بيت المقاول..
نعيم: خلاص ياولاد الحمد لله خلصنا أول مشروع والتاني على وشك والتالت كلها شهر ونخلصوه ونرتاحوا وناخدوا نفسنا عاد.
رد عليه صفوت بتنهيدة تعب:
ايوالله ياعمي تعبنا قوي في الفتره اللي فاتت داي وعايزين نرتاحولنا هبابه.
رد سلام عليهم:
نرتاحوا من دخول المشاريع، بس اللي يعرف يشتغل بمُعده فموطرح شغل فرداني يشتغل، واني هملولي لودر من اللوادر اقلب رزقي بيه، واهي نوايه تنفع وتسند، تعبنا من القِل الفتره اللي فاتت.
رد عليه معروف اخوه وقاله:
إيوه والله دا الواحد داق طعم الفقر فى الايام اللي فاتت وكان حاسس أنه متكتف من قلة الفلوس.
نعيم: خلاص هناخدوا شهرين تلاته راحه لحد بعد سنوية المرحوم والشغل يكون تفاريح، وبعدها ناخدولنا مشروع يعوض اللي خسرناه ويظبط الدنيا معانا.
سلام بقهر:
اااخ بس لو اعرف مين واد الحرام اللي خد الفلوس وطمرهم ونام عليهم لأكون شارب من دمه كاسات.
صفوت بقهر: ومين سمعك ياسلام، داني متكاد كيد من العمله داي.. بس معلهش ماهو اللي عميلها اهبل واد مهبلين عشان كمر الفلوس ومهيقدرشي يصرف قرش منها ولا يتمتع بيها طول عمره ومسيره هيوقع.
معروف:
اني عقول نقروا فاللي عيملها عدية يس ونخلوها تبين فاللي خان ومد يده.
صفوت: المشكله إنها معتبينش فاللي مد يده وعياجي القصاص في البريئ؛ والبريئ مننا وعلينا واللي هيتصاب حته من كبدنا كلنا.
سلام خد نفس وزفره وسكت وهو مغلوب على أمره، وعقله عيقوله إن العمله مطلعتش من بره تنين ياكرار ياأمه، والتنين أمكر من بعض، أو حتي إنهم عيملوها سوا، وقال لروحه إن كله هيبان بس الصبر حلوا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)
في نهاية مقال رواية نفق الجحيم الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ريناد يوسف نختم معكم عبر ويكي ثمار