من هو سمير جعجع وحقيقة وفاته – ويكيبيديا
من هو سمير جعجع – ويكيبيديا وُلد سمير جعجع في 26 أكتوبر 1952، وانتسب، عام 1969، إلى حزب “الكتائب اللبنانية”. وحاز، عام 1971، منحة دراسية في الجامعة الأمريكية، في بيروت؛ حيث شرع يدرس الطب. ولكنه توقّف عن دراسته، ولما يستكمل منها سوى أربع سنوات، لتلافيه الذهاب إلى بيروت الغربية، بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. واستعاض، في ما بعد، من الجامعة الأمريكية بجامعة القديس يوسف؛ حيث أكمل السنتَين، الخامسة والسادسة، في دراسة الطب.
شارك جعجع “القوات اللبنانية، في سبتمبر 1976، في صدّ هجوم على بلدة “شكا” الساحلية. وأسهم، في 3 يونيه 1978، في عملية عسكرية استهدفت أنصار الرئيس اللبناني السابق، سليمان فرنجية، في بلدة إهدن، في شمالي لبنان، حيث أصيب جعجع في يده اليمنى. وعلى أثر انسحاب الجيش الإسرائيلي من الشوف وعاليه، ومسارعة ميليشا الحزب التقدمي الاشتراكي، بدعم من السوريين والفلسطينيين ـ إلى الحلول محله؛ سارع سمير جعجع، في 2 سبتمبر 1983، إلى التصدي لهم، في ما عُرِف بـ”حرب الجبل”. غير أنه انهزم، وانسحب إلى بلدة دير القمر، حيث حوصر. وتوالت هزائمه، في أبريل 1985، في شرق صيدا، ثم في إقليم الخروب.
قاد سمير جعجع، بالاشتراك مع إيلي حُبَيْقة، تمردًا عسكريًا، في 13 مارس 1985، على قيادة حزب “الكتائب اللبنانية”، أدى إلى الفصل بينه وبين “القوات اللبنانية”، التي توليا قيادتها. ولكنهما سرعان ما اختلفا، في 9 مايو 1985، حين طرح حبيقة، معتصماً بمناصريه من ميليشيات القوات، مشروع حوار مع سورية، ووليد جنبلاط، ونبيه بري، أسفر، في 8 ديسمبر من العام نفسه، عن “الاتفاق الثلاثي” بين اللبنانيين الثلاثة. فبادر جعجع إلى محالفة الرئيس أمين الجميل؛ وقائد الجيش، العماد ميشال عون، للتصدي لهذا الاتفاق. وأمكنهم إسقاطه، بعد معركة، أودت بمئات القتلى من المسيحيين.
بيد أن تحالف جعجع والعماد ميشال عون، لم يَحُل دون امتعاض قائد “القوات اللبنانية”، من تعيين قائد الجيش رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية، ليل 22 ـ 23 سبتمبر 1988، بعد تعذر انتخاب رئيس للجمهورية. وإذا بهما يصطدمان، في 14 فبراير 1989، في معارك عسكرية، لبضعة أيام، انتهت بمصالحتهما. إلا أنها تجددت، ضارية، في 31 يناير 1990، على أثر رفض عون “اتفاق الطائف”.
وسعياً إلى غطاء عربي، يخفف من الضغوط السورية، اعتزمت “القوات اللبنانية”، عام 1986، الانفتاح على كلٍّ من الفلسطينيين والعراق ومصر. فعقد، في تونس، في 23 مايو من العام نفسه، لقاء بين ياسر عرفات ومعاونيه، و”القوات اللبنانية”، ممثلة في نائب قائدها، كريم بقرادوني؛ ورئيس استخباراتها الخارجية، بيار رزق (أكرم). وتلاه لقاء ثانٍ بين الطرفين، في 22 مارس 1987، في بغداد. وفي اليوم التالي، التقت “القوات اللبنانية” وزير خارجية العراق، طارق عزيز.
كذلك، التقت “القوات اللبنانية”، في 25 مارس 1987، وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية، بطرس غالي، ومدير مكتب الرئيس المصري، أسامة الباز؛ اللذَين وعداها بالدعم السياسي.
وحظيت، كذلك، بدعم عراقي، سياسي وعسكري، على أثر لقاء الطرفَين، في يوليه 1988. وعجل العراق إلى تحقيق وعده، فاستقبلت “القوات اللبنانية” أول باخرة عراقية بحمولتها من الأسلحة الثقيلة، في أكتوبر 1988. ثم توالت البواخر عليها وعلى العماد عون معًا. وتطورت علاقة جعجع بالعراق؛ حتى إنه كان يلتقي صدام حسين وطارق عزيز، بعيدًا من الأضواء.
أما رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في الجيش السوري، في لبنان، العميد غازي كنعان، فقد زار قائد “القوات اللينانية”، مرتين، عام 1990، في الكزتيتا وغدراسن.
عُيِّن سمير جعجع، في 24 ديسمبر 1990، وزيراً في حكومة الرئيس عمر كرامي، التي أقرت حل الميليشيات، وجمع الأسلحة، فامتثل قرارها، في 21 مارس 1991، بعد استقالته منها، في 19 مارس 1991، فعين بدلاً منه ممثله روجيه ديب. وكذلك استقال جعجع، في 16 مايو 1992، من حكومة الرئيس رشيد الصلح. ولم يتردد، في أغسطس وسبتمبر من العام نفسه، في مقاطعة أول انتخابات نيابية عامة في لبنان، منذ عشرين عامًا.
وفي 8 يونيه 1992، فَقَدَ جعجع رئاسة حزب “الكتائب اللبنانية”، التي فاز بها منافسه الدكتور جورج سعادة. وعلى أثر انفجار في كنيسة “سيدة النجاة”، في كسروان، في 27 فبراير 1994، واتهام “القوات اللبنانية” به، اعتقل سمير جعجع، وحكم عليه بالسجن المؤبد، لاتهامه باغتيال رئيس حزب “الوطنيين الأحرار”، داني شمعون، وعائلته، في 21 أكتوبر 1990؛ إضافة إلى اتهامه باغتيال إلياس الزايك، أحد مسؤولي “القوات اللبنانية” عام 1990؛ ومحاولة اغتيال وزير الدفاع اللبناني، ميشال المر، عام 1991.
ورد في جريدة الحياة (العدد 13635 الصادر في 11 يوليه 2000) تحت عنوان: “محامي جعجع يستغرب ملاحقته في قضية مرّ عليها 13 عامًا”، ما يلي:
استغرب الدكتور أدمون نعيم، وكيل قائد “القوات اللبنانية” المحظورة، الدكتور سمير جعجع أمس، إصدار ورقة طلب قضائية في حق موكّله وآخرين للتحقيق في دعوى إعدام “القوات” اثنين من عناصرها اتُّهِما بمحاولة اغتيال جعجع عام 1988، هما سمير زينون وغسان لحود. ورأى أن “هذا الإجراء يأتي بعد 12 عامًا على الحادث، الذي تم في سياق الحرب اللبنانية، وبات مشمولاً بقانون العفو”، مشيرًا إلى أن “القوات” كانت أحد فرقائها، وأن السلطات اللبنانية اعترفت بالمجموعات المتقاتلة بتعيين المسؤولين عنها في مناصب رفيعة.
أطلق سراحه في 25 أغسطس 2005، بعد ما يربو على عشر سنوات من اعتقاله.