قراءة وتحميل رواية نفق الجحيم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ريناد يوسف
من خلال موقع ويكي ثمار نقدم لكم في هذا المقال ،رواية نفق الجحيم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ريناد يوسف ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية نفق الجحيم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم البارت الحادي والثلاثون
رواية نفق الجحيم الجزء الحادي والثلاثون
رواية نفق الجحيم الحلقة الحادية والثلاثون
خلصت ستي عديله كلامها ورفعت يدها من علي بطني وأنا حطيت يدي مكان يدها علي بطني وانا عحاول إني المس اللي ماسك في الدنيا بأديه وسنانه ديه، ومااستسلمش للموت حتي بعد كل العذاب والضرب ديه!
بصتلي ستي عديله بمحبه وقالتلي:
مش قولتلك صاحب الجبر موجود يابنيتي.
شام بتنهيده:
وايه الفايده ياستي ماكرار أول مايعرف إني لسه حبله هيعمل العمايل لغاية مايسقطه، والنوبادي لازمن هيتأكد من موته حتي لو هيموتني اني عشان ديه يوحصول.
عديله: همليها على الله وارمي حمولك عليه، بس من اليوم وطالع عايزاكي تتجنبيه على كد ماتقدري عشان تأمني شره، يعني لا تدخلي الأوضه وهو فيها ولا تعدي قدامه رايحه جايه، ولا تبيتي غير معايه، ولبسك يكون واسع وتلبسي من خلجاتي السود الواسعين؛ الاسود معيبنش حاجه، وعلى كد ماتقدري تداري بطنك عن عيون الكل وتمسكي روحك ليبان عليكي الوحم قدامهم وخصوصي حوريه، وكمان عايزاكي تاكلي زين وتتغذى عشان وشك مايزيدش صفار والكل يقعد يسأل ويتغمز مالك.
شام: ولحد ميته هعمل إكده ياستي، هو الحبل عيقعد متداري يعني، ديه حاجه مهما اتدست عتتفضح في الآخر.
عديله: ومالو إحنا نعملوا اللي علينا وخلاص، وبعدين يابنيتي يمكن تجد في الأمور أمور ولما المعدول يلاقي شهورك عليت والحبل كبر يسكت ويتلهي ويسلم.
هزت شام دماغها بطاعه وإبتدت تفكر فى بكره واللي شايلهولها، وتفكر فولدها اللي هياجي علي الدنيا هيكون شكله أيه، وياتري هتحبه ولا هتشوف فيه أبوه وعمايله كل ماتبصله؟
أما عديله فراحت على الموطبخ وعاودت بصحن سليقه وكام حتتة لحمه وكام فطيره مقددين؛ عشان توكل شام وتخلي عافيتها تردلها، وحتي هي كلت معاها عشان تتقوى؛ لأن فيه اللي محتاجلها دلوك واللي لازمن تحافظ عليه وتقف جاره على كد ماتقدر.
كلوا التنين وبعدها قعدوا يتحدتوا ويتسامروا، وفضلت عديله فى الأوضه وعشان تسلى شام فرقدتها وتهون عليها وجعها بدأت تحكيلها عن جدها كارم وكيف إتجوزته وهي عيله يادوبك ١٢ سنه وكيف كان يعاملها كيف ماتكون بته مش مرته، وحبها وخلاها تحبه ومتستغناش عنيه وتخلفله البنات والولاد،
وكمان حكتلها عن بناتها اللي إتجوزوا بعيد وطلعوا من العيله؛ لان عمهم الوحيد مخلفش غير بنات بس حوريه وعدويه، وكيف تعبوا البنته فبداية جوازهم فبلد بعيده ولحالهم وسط ناس اغراب، وقاسوا الأمرين واتحملوا وعاشوا، وربنا في الآخر عقب عليهم وملكوا واتحكموا ومن كتر العيال والخير والمسئوليه بطلوا ياجوا يزوروا أمهم غير كل كام سنه،
وانها طول ماعارفه إنهم بخير ومرتاحين قلبها مطمن عليهم وعتدعيلهم ومسامحه فقلة زيارتهم ليها.
ومن كلام عديله شام حست إنها عتحثها عالصبر، وتبشرها بالراحه بعد التعب، وإنها لازمن تطمن أهلها عليها وتحسسهم إنها فأحسن حال كل ماتلاقي فرصه؛ عشان تطمن بالهم، وكل ديه من حكاوي عديله علي بناتها.
بعدها عديله استوت على السرير عشان تنام ودفنت رجليها وسط رجلين شام اللي إستغربت من برودتهم وقالتها:
وه ياستي رجليكي غاددين كيف التلج؟
عديله بضحكة وجع: هما إكده طول الصيف والشتا، كنت عدفيهم من رجلين كارم وكان يقضي الليل يزيح فيهم بعيد عنه واعاودهم تاني، ومن إهنه ورايح هدفيهم من رجليكي غصب عنك؛ امال اني مبيتاكي معاي عشان عيونك الحلوين دول بس ياك؟
إتبسمت شام وردت عليها بمحبه:
والله لو أطول ياستي أحطك فنص قلبي واقفل عليكي عشان تتدفي، دانتي اللي مهونه عليا المُر كله.
عديله: ربنا يحليلك المر يابتي ويجعلك اللي جاي كله خير وفرح وعوض من رب العالمين.
شام:يارب ياستي يارب.
أما حدا عبد الصمد فبيته..
دهب:
يعني ايه ياناس خلاص إكده البت اتقطعت مننا واتقطعنا منها؟ لا هي بقي ليها اهل ولا إحنا بقت لينا بت نشوفوا عيعمل ايه الزمان فيها؟
آه ياناري عليكي ياشام وعلى نايبك..قليلة حظ يابنيتي والله..وكملت بصوت مخنوق.. قسموووا النوايب والكوم الكبير جه كووومك.. شقيه ومظلومه يابتي من يومك.. بوووه عليكي ياشام وعلى حظك يابنيتي بوووه
عبد الصمد بصلها وهو عيحاول يلاقي كلام يسكتها بيه ويهون عليها، لكنه للاسف ملاقيش، فا كل اللي طلع بيده إنه يقولها بترجي:
خلاص يادهب هوني على روحك وأودعيها عند ربك وهو مش هيضيعها، هي تعتبر روحها يتيمه مليهاش حد واحنا نعتبروها(….) وسكت مكملش الكلمه، وغمض عنيه بوجع، وردت عليه دهب بعتب مصحوب بدموع وبحة صوت مكيوده:
يابوي ياعبصمد على قلبك اللي بقي كيف الحجر الصوان قاسي، هان عليك تفكر فيها تفكير حتي، هانت عليك شام حبيبة روحك ياابو شام؟
سكت عبد الصمد وبص على بناته التنين، اللي وحده فيهم كانت قاعده فوق كوة الفرن الدافيه بعد الخبيز،
والتانيه قاعده على اول سلمه، والتنين ساكتين وحاطين اديهم علي خدهم وراكبهم الهم على حال اختهم واللي جرالها،
وحس إنه اصبح عاجز في عيونهم، ومبقاش سند ليهم ولا حمايه، ولا ليه لازمه من الأساس.
فهمت عليه بسيمه من بصته، وحست باللي جواه وردت على أمها بحزم:
عقولك ايه يمه صلي على النبي فقلبك وبطلي نواح، وبعدين إنتي طماعه قوي يادهب.
إرجعي إكده لحالتك من شهر وإفتكرى كانت عامله أيه، وكت اللي جرا وبالذات في اليوم اللي صحينا من النوم ملقيناش شام ولا ابوي في البيت، وكلنا عرفنا إن شام خلاص في عْداد الأموات، وسلمنا أمرنا لله وإحتسباها حداه شهيده.
فاكره يومها كنا عاملين كيف؟ وكانت قلوبنا على رجا واحد، وهو إن شام تعيش على أي حال وأي شكل، وإن اي حاجه كانت جرتلها غير الموت ونومتها وسطنا طريحة الفراش كانت هتوبقي اهون.
طيب نسيتي وكت مادخلت علينا شام ورا ابوي وهي حيه ترزق، وفرحة قلوبنا إن ربنا إستجاب لدعانا ورجانا كانت عامله كيف؟
جايه دلوك تعترضى على قلة شوفتك ليها وشوفتها ليكي! بدال ماتحمدي ربنا إنها عايشه ع الدنيا وعتشم هواها، وعرفتي إنها هتخلف ودنيتها هتتعدل اهي، واكيد بعد ماتضني وهيكونلها عيل ينور عينها.
شام عايشه ع الدنيا ياام شام وديه لحاله يخليكي تحمدي ربنا عليه ليل نهار، وإن كان عالتلاقي مسير الحي عيتلاقى مهما طال الغياب.
والراجل الزين اللي قاعد جارك ديه خفي عليه هبابه، اللي عترميه بتهمة قساوة القلب ديه مهانتش عليه بته وعاودها من خشم الموت، وحتي لما كان هيموتها حط روحه مع روحها قدام الموت ومكانش عاوز يسيبها تموت لحالها.. في الحين اللي كل يوم عنسمعوا بوحده كلها القطر أو وحده راحت تملى ميه لحالها وخدته البورامه،
ولا وحده وقعت من فوق السطوح وهي عتقرص الجله، وكلنا عنوبقوا خابرين إنهم ميتين غسل عار، وناسهم من بعدهم عيكملوا حياتهم ولا كان كان ليهم وجود، والوحيد اللي مااستسهلش موت بته هو أبوي..
أبوي اللي هيفضل رفعة راس لينا وسند، وضهر وحمايه وحنان، واحسن أب في الدنيا كلها.
أبوي مليهش ذنب فحاجه يمه أبوي عيمل اللي محدش يعمله ويشكر عليه من الارض للسما.
خلصت كلامها وبصت لأبوها وابتسمتله، والفخر اللي شافه فعنيها خلى إبتسامته هو كمان ظهرت، برغم خوفه وقلقه اللي حاسس بيه على شام زي أمها ويمكن أكتر،
بس كلام بسيمه بته خلاه يرجع يحس إن ليه قيمه مره تانيه، وإن بناته لساهم شايفينه سند ومفتخرين بيه، او عالاقل بسيمه، أما دهب فبعد كلام بسيمه بصت لعبد الصمد وطبطبت على رجله بحنيه وهمست من وسط دموعها:
كلامك صوح يابسيمه يابتي أبوكي مليهش ذنب فحاجه ومينلامش، حقك عليا ياعبصمد لو كنت قسيت عليك بالكلام، بس اني كمان معذوره، اني وحده اتحكم عليها متشوفش ضناها ولا تعرف حاجه عنها، وشام حبله ياعبصمد.. حبله أول حبل ليها وكان نفسي اكون جارها واراعيها واهون عليها تعب الحبل واطمنها،
كان نفسي عيلها إيدي أول إيد تشيله وآني أكون اول حد يبص فوشه ويسمى عليه.
عبد الصمد:
الصبر يادهب الصبر، أوعاكي تفكري إنها صعبه عليكي إنتي بس يادهب، ديه ربنا وحده اللي يعلم القلب واللي فيه.
حدا بيت المقاول..
حوريه استنت لنص الليل، وإتوكدت إن الكل نام، وفتحت الخزنه وخدت كل اللي فيها من فلوس وأوراق ملكية الالات وعقود البيت والارض اللي حواليه وكل حاجه.. وكانت جايبه بلاص وحطت فيه كل حاجه، وطلعت عالسطوح وهي عتتسحب عشان محدش يحس بيها، واول ماوصلت ليسته بالطين كيف ماعيعملوا فبلاصات المش والجبنه القديمه، وربطت بوزه بجلابيه قديمه، وعلمته بعلامه ودسته فأوضة الخزين جار باقي البلاصات، وقفلت الأوضه ونزلت مره تانيه، بس النوبادي مدخلتش أوضتها،
له داي نزلت لتحت على أوضة عديله فتحتها ودخلت تتسحب، فتحت الطاقه وحطت المفتاح فيها موطرحه وقفلتها واتسحبت تاني علي بره،
لكن وهي طالعه صحيت شام على شخوله،
واول مافتحت عينها شافت حوريه عتطلع من باب الأوضه وتقفل الباب وراها بالراحه ومن غير مايعمل صوت!
اتعدلت شام فقعدتها وهي مستغربه، وهزت ستها عديله بالراحه وهي عتقولها:
ستي قومي، ستي مرت ولدك حوريه كانت إهنه في الأوضه وطلعت تتسحب معرفاشي ليه؟
فتحت عديله عنيها ورفعت دماغها وهي عتسأل شام:
ليه جايه داي هو كام الوكت دلوك؟ الفجر أدن؟
شام: له ياجده ميدنش النجم لساه مرشوش في السما والقمر قاعد، إحنا فنص الليل الظاهر إكده.
إتعدلت عديله فقعدتها وإتلفتت حواليها وهي عتقول:
نص الليل! امال إيه جرالها داي عتهجم فنصاص الليالي؟
خلصت كلامها وربطت عصبتها ونزلت من السرير وراحت تاني عالصندوق تدور فيه وراحت على الأوضه كلها تفتش فيها وحمدت ربها لما لقت دهب شام وقرشينات نقطتها لساهم موطرحهم قاعدين فى المنطال البرام تحت السرير، وحتى قرشيناتها هي قاعدين بختمهم مغابتش منهم حاجه!
عاودت للسرير وقعدت عليه وهمست لروحها:
عتدوري على إيه ياحوريه ولا عقلك شت من بعد موت توفيق ولا إيه؟
شام: هي عتاخد حاجه ياستي.. يعني عتمد يدها وتاخد اللي مش ليها؟
ردت عليها عديله بنفي:
الشهاده لله عمرها ماعيملتها ولا مدت يدها ولا حد في البيت كله فيه الداء ديه يابتي، بس هي فيه حاجه فنافوخها واني معارفاشي هي إيه، وعلى العموم كله هيبان دلوك.
عاودي للنوم عاودي ليل الشتا طويل والدنيا متلجه، وتعالي لَمى اتدفىَ فيكي رصرصت من السقعه.
ضحكت شام ونامت ورفعت اللحاف لعديله عشان تدخل تحته، وناموا هما التنين فحضن بعض ودفنت عديله رجليها وسط رجلين شام وهمستلها وهي عتتاوب:
صوح نسيت اقولك إن دهباتك معاي إهنه في الأوضه، أني جبتهم من اوضة كرار عشان كرار عرف كييف الحشيش، وبعد موت أبوه مهيلقاش البغدده اللي كان فيها هو وامه،
ومن إهنه ورايح اللي هتطوله يده هياخده من غير مايشاور وخصوصي لو الحاجه داي حاجتك انتي.
شام: طيب ماهو لو ملقيهمش هيسألني ودتيهم وين ويقولي هاتيهم؟
عديله: لو عيملها قوليله اديتهم لأبوي لما جه عشان كان معذور وهو مهيقدرش يروحله يقوله هات دهب مرتي كِبره مهيخليهش ومهيقدرشي يعمل حاجه، هو هيتنطط ويتردح ويمكن يديكي ضربتين تلاته، بس ميعملش حاجه إتحملي دهباتك يستاهلوا.
شام: له ياستي لو عازهم هديهمله أني لا حمل كتل ولا كلام وحديت اني مبقاش حداى طاقه.
عديله: بطلي هطل انتي دلوك حبله وهياجيلك الأولي بدهبك وقرشيناتك الدنيا مااتضمنتش، وبكره حدش عارف فيه ايه، وحطي فبالك لو كرار عرف موطرح الدهبات وخدهم اني اللي هكتلك كتله بعمرك مش هو.. والله ياشام امسك سباطه خضره واقطعها عليكي.
اتنهدت شام وغمضت عنيها وهي عتقول لحالها:
لميته هقعد اتحمل ولميته هقعد خايفه من بطشك ياكرار ولميته هقعد تحت رحمتك وإنت الرحمه معتعرفش ليك طريق؟
وناموا التنين بعدها مقاموشي غير مع اذان الفجر على حس كركبة الكيزان والبستلات اللي عتتملي للي قايم يتسبح أو يتوضى ويصلي.
وحوريه اللي منامتش طول الليل أول ماسمعت اصوات اهل البيت، وإنهم بدوا يصحوا قامت ولبست شالها وربطت راسها وقررت انها خلاص لازمن ترجع تندلى وسط الحريم وتمسك زمام الأمور اللي إبتدت تفلت من يدها من تاني.. فوقفت فنص الصاله اللي بين الأوض وزعقت بحسها كله:
كل مره في البيت تقوم عشان نشوفوا حال البيت واللي جرا فيه اليومين اللي فاتوا، خلاص خدتولكم يومين رنجخه ونوم في العسل وماصدقتوا إن كبيرة البيت غفلت وكل وحده فيكم دخلت الكُن بتاعها ورقدت فيه.
هموا خلصوا انا هندلى ويادوبك أوصل الموطبخ والاقيكم وراي نازلين وحده وحده كيف فرادي المراكيب.
ونزلت قدامهم ومفيش دقايق ولقت الكل نازل وراها، ورده ونعمه وفكريه وبدور وعدويه،
واتجمعوا في الموطبخ وإبتدوا فتجهيز الفاطور كيف ماكانوا متعودين يعملوا قبل مايموت توفيق،
وطلعت حوريه ووقفت عالسلم ونادمت على صفوت وقالتله ينزل هو وعيال عمه عشان الكل يفطور مع بعضه، وراحت علي عزت وكرار صحتهم هما كمان وقومتهم.
أما عديله فقامت على حس الزعيق واتوضت وصلت، وفضلت تدعي لشام بالستر وتدعي لولدها توفيق بالرحمه والمغفره ولجوزها كارم، وقامت راحت على الموطبخ، ولقت حوريه واقفه فنصه ومتحزمه ورابطه بطنها كيف ماكانت تعمل قبل سابق وعماله تدى اوامر يمين وشمال للحريم.
عديله: خيرك صاحيه النهارده متحزمه يعني؟
حوريه ردت عليها من غير ماتبصلها:
خيرك إنتي.. هي الحزمه مقرطه على أنفاسك ولا أيه؟
عديله: اني فيشي حاجه تقدر تطبق على انفاسي ياحوريه، اني بس عسأل عاللي جرالك، تتسحبي فنصاص الليالي فالأوض وتقومي من الفجور؟
خايفه يكون موت الغالي لحس عقلك.
حوريه بحده:
فشرتي ياعديله، حوريه عقلها يوزن بلد وعمره مايتلحس، وإن كان عالأوض من إهنه ورايح مفيش اوضه مهدخلهاش واشوف اللي فيها عيعملوا ايه،
خلاص من اليوم ورايح محدش هيعيش بكيفه كيف ماالكل عايز،
مش معني إن الكبير مات يوبقي البيت يخرب وسكانه يعِيِطوا..
الكبير مات مرت الكبير قاعده، واللي كان ماشى عليه البيت فأيامه مش هيتغير من بعد موته، ودلوك شوفي كنتي جايه ليه وعايزه ايه ولو مكنتيشي عايزه حاجه استني بره على دكتك لغاية مانحطوا الفطور وتفطري مع الرجاله.
عديله بصدمه تشبه صدمة كل الموجودين:
إنتي عتكلميني اني إكده ياحوريه؟
حوريه: إيوه عكلمك انتي امال عكلم مين يعني.. وبصت للحريم اللي سايبين اللي فيدهم وباصينلها يشوفوا اللي عتعمله فى ستهم، لكن صرخة حوريه رجعتهم للي عيعملوه تاني:
رجعي عنيكي للي فيدك منك ليها واعمليلك همه ولا ضريتوا عاللكاعه؟
اتحط الفطور والكل فطر وخلاص الرجاله عيستعدوا عشان يروحوا شغلهم من بعد غياب وتعطيل اكتر من أسبوع، وبص نعيم لصفوت وقاله:
يلا ياصفوت اطلع هاتلنا الفلوس من فوق خلينا نتفقوا مع العمال وندوهم مقدم ونفولوا المعدات ونشتروا سطل جديد للجرافه.
وكمل سلام تعليماته لصفوت وهو باصص لابوه:
وهات كمان فلوس المشروع التالت ياصفوت خلينا ندوهم لمقاول تاني ونتفقوا معاه يشتغل المشروع، واني بنفسي اللي هشرف عليه وعلى الشغل فيه عشان التسليم هياجي فوشنا إحنا لأنه هيتم بإسمنا.
هز صفوت دماغه بموافقه وبص لأمه اللي كانت متابعه كل حاجه بعنيها وساكته وقالها:
تعالى يمه افتحيلي الخزنه خليني أجيب الفلوس.
حوريه ببرود:
واني افتحلك الخزنه كيف! مش المفتاح آخر نوبه خدتوه مني ومعاودتهوش تاني؟
نعيم: إيوه صوح اني قولت لمعروف يديه لسته، قومي يمه هاتي المفتاح خلينا نتيسروا علي مصالحنا.
عديله قامت بضعف:
حاضر ياولدي استنى هجيبهولك.. ودخلت الأوضه وفتحت الطاقه وجابت المفتاح وعطته لصفوت.
دقايق مسافة ماركب صفوت لأوضة أبوه وامه ونزل جري ووقف في نص البيت ووشه مخطوف وبص لعمه وبلع ريقه بخوف ومنطقش،
ومنظره رعب الكل وخلى عمه سأله بخوف مماثل لخوفه:
فيه إيه ياصفوت مالك نازل ترمح كيف اللي لدغتك حيه ووشك اتخطف في التو واللحظه إكده ليه؟
صفوت:مصيبه ياعم لدغة الحيه اهون منها الف مره.. الفلوس مقاعدينش في الخزنه ولا فيها اي ورق ولا عقود، الخزنه خاويه على الحديد ياعمي.
منعم بصدمه:
عتقول ايه؟
صفوت: عقول الحديت المطين اللي سمعته واركب وشوف بنفسك.
نعيم:كيف ديه يعني؟ تعالا معاى نشوفوا إيه العباره!
وطلعوا هما التنين ومعروف وسلام وعزت وحتي كرار ركبوا وراهم، وبمجرد مالكل دخلوا الأوضه ووعيوا الخزنه مفتوحه وفاضيه هِو.. الكل إتصدم ونعيم ضرب كف بكف وهو عيقول:
ياداهيه دقت على روسنا كلنا.. فين الفلوس راحت؟ ومش بس الفلوس فين العقود والاوراق وكل حاجه كانت في الخزنه؟
الكل فضل يتلفت على بعضه ونعيم نزل جري على تحت ووقف قدام حوريه وبصلها بعيون عتطوق شرار وقالها:
فين كل اللي كان في الخزنه ياحوريه؟ الخزنه محدش عيقدر يوصلها غيرك.
ردت عليه حوريه بنبرة غضب عاليه:
تقصد إيه يانعيم، قصدك إني حراميه وسراقه؟
ومن ميته وحوريه فيها داء السرقه ومدت اليد، وبعدين الكلام ديه تقوله لو المفتاح كان معاي، لكن إنت من يوم ماحطيت الفلوس في الخزنه وإنت اديت المفتاح لأمك، وإنت خابر وكلكم خابرين إن الخزنه مليهاش غير مفتاح واحد. يعني دوروا بينكم. عاللي خد الفلوس، وبعدين حوريه كانت فأيه ولا فأيه عشان تفكر ففلوس ولا سرقه؟ ولا هي يعملوها ويخيلوا!
نعيم: قصدك إيه ياحوريه بحديتك ديه؟
حوريه: قصدي إن إنت وولدك آخر من شافوا الفلوس، وانتوا آخر من فتح الخزنه، وانتوا آخر من مسك المفتاح بتاعها، وحدش وراكم لا فتحها ولا طل فيها ولا شافها فاضيه ولا مليانه،
يعني اللي لازمن يتسأل عالفلوس إنت وولدك مش اني.. وديت الفلوس وين يانعيم وخفيت فين كل أوراق الملكيه؟
نعيم بصدمه: عتسرقيني أني وولدي ياحوريه؟
حوريه: واه يانعيم ماانت توك مسرقني ولا إنت وولدك من اولياء الله الصالحين وحوريه شيخة منصر!
معروف:
والله العظيم اني بيدي حاطط الفلوس في الخزنه آخر مره ومنزل المفتاح لستي ومن بعدها ماشفت حاجه، وبعدين هنسرقوا روحنا ليه يعني؟
حوريه:
إسأل روحك السؤال ديه، تلاقيك إنت وعتركب الفلوس فوق عرفت وكتها إن عمك روحه طلعت ومات، وقلت تعمل عملتك ومحدش وكتها هيعرف ولا هيكون فاضي يتهمك بشى وتلوش اللوشه كلها لحالك.
سلام: اخوي مش حرامي يامرت عمي.
كرار: ولا امي حراميه ياسلام.
صفوت: لا ديه حرامي ولا داي حراميه ولا فيه في البيت حد مد يده وخد الفلوس، يوبقي الفلوس طارت أو خفاها جني!
اقولكم ايه إنتوا فاهمين معنات إن الفلوس تتاخد ولا تختفي ديه إيه؟
معناه خراب بيتنا، معناه إننا صفينا عالحديده وإننا لو بعنا حالنا ومالنا واللي ورانا وقدامنا مهنقدروش نسددوا الفلوس داي للحكومه، وكمان لو جينا نبيعوا حالنا ومالنا مفيش ورق عشان نقدروا نبيعوا حاجه ونتصرفوا فيها، يعني معناها إن إحنا رحنا فستين داهيه والخراب هيطول الكل.
حوريه: هيطول الكل ماعدا اللي خد الفلوس.
قالت كلامها وهي عتنقل عنيها مابين نعيم وعياله بإتهام صريح وقطع نظراتها حس عديله وهي عتقول:
هتقعدوا واقفين إكده ولا إيه.. هموا فتشوا البيت عالقرشينات بايكه بايكه وشبر شبر، اللي خد الفلوس والورق مطلعهمش بره، واللي هتلقوا الحاجه فموطرحه يتجاب وسط البيت إهنه وتتق. طع يده النجسه اللي خانت وإتمدت.
وبالفعل هي قالت إكده والكل إتحرك يدور في البيت، وفكل زاويه من زواياه، وإبتدوا بالموطبخ اللي بعشكوا كل حاجه فيه وخلوه دمار مافيهش حاجه مش مكبوبه عالأرض، وبعدها طلعوا علي أوض الدور التحتاني كلها فتشوها شبر شبر،
والزريبه فتشوها، وتلاليس التبن فضوها كلها، وركبوا بعدها عالأوض اللي فوق فتشوها اوضه اوضه وزنقوره زنقوره، وكل أوضه كان يدخلها اتنين وتلاته، وصاحب الأوضه كانوا يخلوه يستنى بره او يفتش أوضه تانيه،
وحتى السطح ركبوا فتشوه وفتحوا صوامع الغله وبصوا فيها وقلبوها بقعوف الجريد، وفتشوا أوض الخزين وآخر المتمه عقلهم كان هيشت وهما ملاقيينش أي أثر للفلوس كيف ماتكون فص ملح وداب!
أما حوريه فكانت قاعده فصحن البيت تحت ومربعه اديها وساكته بترقب وخوف أحسن يكتشفوا طريق البلاص، لكنها طمنت روحها بإنهم حتي لو لقيوه وعرفوا اللي فيه هتنكر إن ليها صالح بيه ولا شافته، ومحدش هيقدر يثبت حاجه عليها.
لكنها ارتاحت وبلعت ريقها وهي واعياهم نازلين فاضيين ووشوشهم مطعونه بالغضب.
نعيم بحس رج البيت رج:
الفلوس رااااحاااات وييين ياولاد الكلاب.. البيت هيتخرب ومن بعد العز هنمدوا يدنا ونستجدوا اللقمه.. اللي خد الفلوس وطمرها يطلعها ويحطها موطرحها وليه مننا السماح والعفوا من غير مانعرفوه حتى،
والاهم من الفلوس عقود المعدات والبيت والجنينه ومخزن المعدات.. قسماً عظماً لو مالفلوس رجعت لأكون جايبكم تحت رجلي ودا. بحكم واحد واحد ودا. بح روحي فوقكم قبل مالعار يلحقنا والفضيحه تحلق فوق روسنا.
حالة خوف على صدمه على رهبه على غضب كانت متملكه الكل ومخليه العقول كلها واقفه عن التفكير، والكل كان عيسأل روحه نفس السؤال:
ياتري الفلوس راحت فين ومين اللي خدها؟
دقايق من السكوت نعيم كان عقله هيفر فيهم، وعديله كانت عتنقل عنيها مابين الوشوش،
ولاحظت إن اهدا وحده فيهم هي حوريه، وإفتكرت طلعتها قبل سابق من الأوضه ملغفنه، ولما عاودت للأوضه فنص الليل عاشيه، وإتوكدت إنها هي اللي واخده الفلوس.
لكنها متكلمتش واستنت لما تمسك عليها دليل، لان حوريه واضح إنها مخططه للموضوع زين قوي ومهتعترفش بسهوله، وإن اللي هيخليها تقر بعملتها ومتنكرهاش إنها تتعكش بالفلوس، ومن دلوك لحد الوكت ديه دعت عديله بإن ربنا يسترها على نعيم اللي حاساه هيطب ساكت بقهرته من الغلب ويحصل أخوه.
فبصت للكل ودبت بعكاز توفيق اللي خدته من بعد موته وبقت تتعكز عليه بدال ماكانت تتعكز على توفيق ولدها وبحزم قالت:
نعيم، صفوت سلام معروف عزت.. قربوا إهنه واقعدوا واسمعوني زين.
ملقتش حد سمع ولا قعد فدبت بالعكاز دبه اقوى وبحس أعلى قالت:
قولت اقعدددوا.
الكل خد نفس وزفره وابتدوا يقعدوا عالدكك اللي جارها واللي قدامها وهي قالتلهم بحزم:
الفلوس راحت خلاص واللي سرقها قاصد في الوكت ديه بالذات إنه يشتت البيت ويفرق اللمه ويضروب الناس فبعضها بالشك،
ويخلي الناس تمسك فبعضها، وعشان إكده الخبيث ديه متدوهش الفرصه إنه يكسب ويفرح بإنه قدر يوصل لمبتغاه.. الفلوس إنتوا اللي عتعملوها مش هي اللي عتعملكم، والراجل دراعاته مناجم دهب.
نعيم: يمه الفلوس كتيره مش مبلغ يتعوض بيومين شغل ولا شهور ولا حتى سنه.. وغير الفلوس ورق المعدات والأرض والبيت.
عديله بصت لحوريه وكملت:
وماله إشتغلوا على كد ماتقدروا، ولو عالفلوس اللي هتشتغلوا بيها أني معاي ورقة المبايعه بتاعة آخر معده اشتراها توفيق من ستر ربنا إنه مسكهاني وقالي خليها معاكي عشان طالع ولما اعاود ابقي أخدها منك، ونسيها.
داي تاخدها وتاخد المعده وتروح تبيعها وتشتغل بحقها بباقي المعدات، والشغل يكون ليل نهار وتاجوا على روحكم عشان متتفضحوش ولا ستركم يتكشف.
وإن كان عالعقود اطمن مفيش حاجه هتتباع غير والكل لازمن يعرف بيها، ووكتها هيبان الحرامي وتبان العقود مع مين..
والفلوس مهما اتدست ريحتها عتفيح وعتفضح صاحبها بس إنتوا خلوا عينكم على بعض واللي هتبان عليه نعمه تجيبوه وتقعدوه وسطكم وتقولوله من وين جالك.
بالك يانعيم ياولدي اللي عيمل إكده محداهوش عقل، لأنه عمل كيف اللي سرق جلابية أخوه اللي عاجباه ومعارفشي يلبسها فين، وهيفضل طول عمره يبصلها ويتحسر وخايف يلبسها احسن اخوه يعرف إنه حرامي..وصدقني ياولدي مهما طال الستر عالعايب مسير ربك هيرفع عنيه توب الستر ويعريه قدام كل الناس ويفضح ستره.
خلصت كلامها وقامت راحت على أوضتها، وشاورت لشام تقفل الباب، وقفلت شام الباب عليهم وقالتلها ترفع معاها طرف المرتبه، وأول ماعيملت إكده بانت ملة سرير ملفوفه عليها دباره مرتين تلاته، رفعتها وقلبتها وطلع فبطنيتها كيس متثبت بالدباره، فكت الدباره وجابته وكان فيه عقد اللودر وعقد بيت ابو كارم القديم، ومتعرفش ليه دستهم مع بعض إهنه بعد ماكان العقد بتاع البيت مرمى في الطاقه ليه سنين!
لكنها حمدت ربنا لانه أوحالها تدسهم رحمه بيهم من اللي عارفه هيوحصول.
طلعت بعقد المُعده بعد ما دست عقد البيت تاني كيف ماكان، وادتها لنعيم وهي عتقوله:
خد يانعيم وبيع واشتغل، وكمان الحريم كل وحده معاها حتتة دهب من دهبها عايناها،
البنته كل وحده عانت فيهم زتونه اني مشفتهاش في الدهبات ومرضيتش اتحدت، وحوريه عاينه كردان وحجل دهب وغويشتين تعابين أني عارفاهم زين ومجوشي في الدهبات، لو عُزت فلوس تعالى وخدهم وبيعهم ديه كله من خيرك وخير أخوك وعيالكم ومفيش حريم ليها فيه حاجه.
حوريه بإعتراض:
الدهب اللي بقيته وارثاه من امي ومحدش هياخده ومش هفرط فيه، اللي جابه ولدك خدتوه وليكمشي أيوتها حاجه عندي.
عديله بلؤم:
براحتك ياحوريه خليلك دهبك، بس الدهب إنتي مدياه لعيالك قبل اي حد؛ عشان يحفظوا هيبتهم قدام الناس ويستروا روحهم، ولو كان الدهب حداكي أغلي من عيالك خلاص خليهلك وإشبعي بيه، واللي خدته امك في قبرها لما ماتت أوبقي خديه انتي.
حوريه بصتها وسكتت وعيونها إشتعلوا بالغضب وهي حاسه إن عديله زنقتها فخانة اليك وحطتها قدام حبها لعيالها وحرصها على موصلحتهم وبين انانيتها، وخلتهم كلهم يبصولها بلوم وعتب وأولهم صفوت.
فنفخت بغلب وقامت منتورة طلعت أوضتها وجابت الدهبات ورمتهم قدامهم عالارض وهي عتقولهم بغضب:
الدهب أهه وابقوا اوزنوه وحطوا وزنه عالدهب القديم.. وبصت لعديله وقالتلها بنبرة كره:
ارتحتي دلوك؟
عديله بهمس: غوري جاكي ورنه تحش نصك بديلها.
حوريه راحت قعدت موطرحها تاني، وعينها وقعت على شام اللي كانت مديقه باب أوضة عديله وعتبص من وراه وهي متخبايه، وبمجرد ماشافتها بصت لعديله وقالتلها:
أمال فيه دهب في البيت مدسوس ومجيباش سيرته يعني يامرت عمي، غريبه!
مع إن عينك كيف عين الصقر وعترقبي كل حاجه ومعتفوتكشي فايته، مقولتيش ليه على دهب شام مرت كرار كيف ماقولتي على دهبي ودهب البنته وعرفتيه؟
عديله:
عشان شام محداهاشي دهب واني عارفه.
حوريه بإستغراب:
كيف ديه يعني! ديه توفيق جايبلها ياجي كيلوا دهب بحاله!
عديله:
توفيق الله يرحمه عرف إن أبوها مكروب وهو مكانش معاه فلوس يساعده كيف ماانتوا خابرين، وعشان توفيق معيشوفش حد فزنقه وميفكهاش قال لشام اول ماابوها ياجيلها زياره تديه الدهبات بتوعها يفك زنقته، وهو لما ربنا يفرجها عليه هيوبقي يجيبلها موطرحهم.
الكل سمع الكلام وإتصدم وكرار وقف على حيله وحوريه ضربت على صدرها وبحسها العالي قالت:
ياحزززني عطت فلوسنا ودهبنا لأبوها؟
وشام سمعت إكده وقفلت الباب بتاع الأوضه قوام ورجعت على قفاها ووقفت فنصها ترجف، وخايفه وباصه للباب ومستنيه كرار يدفعه ويدخل عليها فأي وكت ويمسكها يعجن جسمها من الضرب، وبمجرد ماافتكرت الالم اللي عيسببهولها دموعها نزلوا وحدهم، وكل خليه فجسمها صرخت بإستغاثه على حد يلحقها، لأنها لساها ماطابت من آخر طريحه.
عديله دبت عكازها في الارض وردت عليها بحزم:
هي لا عتدى ولا تاخد ولا عتقدر تعمل حاجه من نفسها، قولتلك المرحوم اللي شار عليها.
كرار بغضب:
وليه مقالتليش ولا هو قالي؟
عديله: ويقولك ليه؟ دهبه وهو اللي مشتريه وهو اللي ليه حق التصرف فيه إيش كونتك إنت عشان يشاورك ولا يقاولك؟
كرار: طيب كانت الفاجر داي قالتلي وخدت رأيي؟
عديله: قولتلك ليهاش صالح هي عبد المأمور وعيملت اللي إتأمرت بيه، واقعد وهدي حالك مش غايب منكم كوم فلوس وجايين تتنفضوا على حتتين دهب ملهمش عازه، ولا انتوا تاجوا في الهايفه وتتصدروا!
حوريه بوعيد:
والله والله ماحد ورا موضوع الدهب وعطيته لناسها ديه غيرك إنتي ياوش الشوم.
نعيم بزعيق:
حوررريه، كيف عتكلمي أمي إكده وكيف تقوليلها وش الشوم؟
والله لولا ماإنك مره لكنت قس.متك نصين دلوك وبالعكاز اللي فيدها.
صفوت هو كمان قالها بغضب:
كيف يمه تحدتي ستي إكده ومن ميته وإنتي عتعمليها؟
نعيم: له ماهي الظاهر إنها قالت لروحها إن توفيق مات واطيح اني فناس البيت وأولهم العجوزه الغلبانه.. بس له ياحوريه، ورحمة الغوالي اللي التراب ملفلفهم دلوك، لو سمعتك عبتي فأمي ولا اتطاولتي عليها لاكون مبلعك لسانك.
حوريه إتمصمصت بعدم رضى ومردتش، لكن كرار رد مكانها:
ايه جرالكم إيه كلتوها بالحديت على كلمه قالتها، ماهي متغاظه والحق معاها والمغلوب عيقول أي حاجه.. هملوها فحالها هتلاقيها من فين ولا من فين، شويه تاهمينها بسريقه، وشويه عايزين تقسموها نصين، مالكم إكده ماصدقتوا لقيتوا فرصه عليها؟!
الكل بصله وسكت وحوريه إتبسمت بفرحه وهي واعيه كرار وقفلهم كيف شوكه فحلوقهم ومرضيلهاش بالاذيه، مش كيف عزت وصفوت اللي واحد فيهم سكت والتاني خد صف عمه، ومن إهنه قررت الخير اللي حازته هيكون لمين من عيالها.
خد نعيم العقد وطلع هو وصفوت وباقي الرجاله، وباعوا المعده وباللي قبضوه من حقها بدأو شغل، وإتأجروا معدات تانيه إيجار بالساعه وإشتغلوا شغل من نار ووزعوا روحهم على المشاريع التلاته وإبتدوا في التلاته مع بعض، وحتي نعيم بقي يشتغل بيده معاهم وياخد ورديه عالمُعدات من ٤ ورديات في اليوم كل ورديه ٤ ساعات، إتهلكت فيها صحتهم والمعدات وبرضوا مستمرين لأنهم في ورطه لا ينفعوا فيها يقفوا وياخدوا نفسهم ولا يوقفوا شغل.
فضلوا عالحال ديه كام اسبوع، وبعدها باعوا باقي الدهبات اللي قاعدين بتوع الحريم لما احتاجوهم وكملوا بيهم وخلصت فلوسهم،
ونعيم إستلف من كل اللي يعرفه وليه عليه عشم عشان يكمل المشروعات شغل ويقبض العمال ويسلمهم للحكومة.
وبعد ديه كله عارف هو وعيال اخوه وعياله إنهم هيطلعوا من التعب ديه بأديهم فارغه، وإنهم كل ديه عيحاولوا يحافظوا علي إسمهم وسمعتهم وسط المقاولين ليس إلا.. وطول الوكت كل العقول هتشت عالفلوس ويسألوا راحت وين ومين خدها وكل واحد فيهم ركبه الشك من ورا التاني.
حالتهم اتدهورت عن الاول كتير من حيث المصاريف وبقوا عايشين من ريع الجنينه وزرعها، وأبو دراع وأبوه لما عرفوا اللي حوصول زرعوا الجنينه كلها تحت الشجر خضار بكافة انواعه للبيت يطبخ منه، مع إن ديه هيضعف الشجر ويقل محصوله، عشان الخضار عيعوز ميه كل ٣ ايام او اسبوع بالكتير،
والشجر مش عيحب الميه الكتيره، بس قالوا مش مهم المحصول السنادي والمهم البيت وستره وشبع أهله.
عدت الايام وجابت شهر والتاني والتالت، وشام طول الوكت ديه حريصه إن محدش يلاحظ عليها ايوتها حاجه، لبسها كله من جلاليب عديله السوده الواسعه أم سفره، وقعدتها طول الوكت في الموطبخ ياإمه فأوضة عديله، وحتي خلجاتها نقلتهم بصندوقهم لأوضة عديله عشان متدخلش الأوضه عند كرار لأي سبب من الأسباب.
اما هو فامن بعد ماسقطها مقربش ليها تاني ولا اشتهاها عشان مبقاش يشوفها قبال عنيه كيف لاول،
واللي ساعده على إكده كمان الشغل اللي خد كل وكته وحيله وبقي يعاود وش الصبح هو وإخواته وعيال عمه، ويترمي كيف الكتيل من التعب ميدراش بنفسه، وهما ساعتين تلاته ويقوموا عالشغل من تاني.
أما شام فكان الموضوع ديه رحمه ليها من رب العالمين، وحست إن كل اللي عيجرا من تدبيره لأمرها وامر اللي فبطنها ولطفه بيهم.. من اول سرقة الفلوس لغاية المشاريع وتعبها عشان يلهى كرار عنهم.
بقت تقضى اغلب وكتها في الموطبخ قدام الكوانين وعديله معاها مسابتهاش محادياها وواخده بالها منيها وحارساها، ومن كتر ماشام طول الوكت في الموطبخ الحريم بقوا يتكلوا عليها فأغلب الشغل ويروحوا يناموا أو يطلعوا أوضهم يقعدوا فيها بعيد عن دخانة الكوانين.
وشام من كتر قعدتها في الموطبخ اعتادت على اللهب والدفى بتاع الكوانين، وبقت لما تروح تنام بالليل جسمها يتزفزف وتوبقي عايزه تعاود الموطبخ تولع نار وتنام جارها.
في الوكت ديه خطت فى شهرها الرابع، وطلعلها هبابة بطن مدوره كيف ماتكون واكله وكله تقيله وشبعانه، ومتداريه فوسع الجلاليب، ومباينش عليها حبل بالمره، ولا حد لاحظ عليها حاجه، ومن بعد الشهر التالت ووحمها خف وقدرت تاكل من غير ماتستفرغ اللي تاكله، والغريبه إنها بقت تاكل أضعاف وكلتها العاديه، كيف ماتكون إتفجعت، وجسمها ووشها إتملوا هبابه، غير اللي عديله كانت كل يوم والتاني تشيعلها عليه من الدكان مع ممدوح واخوه عيال صفوت، وتبيتهولها فوق راسها وتفضل شام تقروض فيه كيف الفاره وتشرب في العصير، وعديله كل طلعة يوم تدعيلها إن ربنا يعمي عيون كرار عنها ويجعل من بين ايديه سد ومن خلفه سد فيغشيه ومايبصرهاش،وبمجرد ماكان يعدي اليوم عليها بسلام وتشوفها نايمه جارها في السرير زينه كانت تحمد ربها الف حمد وشكر.
خلصت عديله صلاة الفجر وقامت راحت على السرير ونامت جار شام ويادوبك غمضت عنيها وقامت فاطه على فزعة شام من عز نومها وبخوف قالتلها:
بسم الله الحفيظ، مالك ياشامه يابنيتي إيه اللي فزعك إكده، كوبستي ولا إيه يابنيتي؟
شام إتعدلت نص عدله وحملت على كيعانها و بصت لبطنها ورجعت بصت لعديله وقالتلها بخوف:
ستي بطني فيها حاجه عتمشي!
عديله إتبسمت وحطت يدها على بطن شام بحنيه وقالتلها:
ياصباح الفرح والسرور، ولدك دبت فيه الروح ياشامه!
وهزت دماغها بنفي ورجعت قالتلها:
لاااه مش واد، داي بت عشان رعصت في الرابع البنته عتوبقي خفيفه عن الولِده..كانت عتتكلم وهي عتمسد على بطن شام وفجأة حركة يدها إتوقفت لما حست بحركه تحت يدها وبصت لشام وهمستلها:
بتك عتعارك عراك جوا بطنك ياشامه كيف ماتكون متحلفه للدنيا!
شام اتبسمت وحطت يدها على بطنها وغمضت عيونها وهي حاسه بحركة بتها القويه كيف ماتكون سمكه عتعوم فى شبر ميه، وهمست لروحها بتمني:
ربنا يجعل فيكي كل العوض لأمك يابنيتي ويكتبلي شوفتك سليمه معافايه واكحل عيني بوشك صبح وعشيه.
أما في الوكت ديه على محطة القطر..
السيد بفرحه:
يابووووي ياهوا بلدي وريحتها وجمالها، إشتقنا والله ياأرض الحبايب.
همام وهو عيتحرك من جاره:
بقالك ٥ شهور تنق عايز تعاود لما هوستني، واديك عاودت، يلا عاد من اليوم وطالع سكتك غير سكتي ومعاوزش طريق ولا قعدة تجمعنا.
السيد بفرحه: يابوي متخافش لا هقابلك ولا هجالسك، اني كل اللي هعمله من اليوم وطالع إني هحب على يد أبوي واستسمحه وامسك منيه الطوريه وانزل الغيط بداله وافلح وازرع واراعيه هو وأمي واخواتي واعوضهم غيابي وانسيهم الفضيحه اللي فضحتهالهم وسط الناس.
همام وهو عيبعد عنه:
الله ينور عليك روح وإعمل اللي قولت عليه واني ليك عليا هدعيلك كل يوم ربنا يثبتك ويزيدك إيمان لغاية ماتوبقي شيخ جامع.
خلص كلامه وإتكى فطريق غير اللي ماشي فيها السيد والسيد راح على بيته بفرحه وشوق وخبط علي الباب بالغلق خبطتين، وجاله الحس اللي خلى الدموع تتجمع فعنيه وهي عتقول:
إيوه ياللي عالباب جايه أهو اصبر هبابه.
وفتحت الباب وبمجرد مافتحت وشافت السيد ولدها قدامها صرخت بفرحه وهي عتفتح اديها بشوق وتاخده فحضنها:
سيد ياحبيبي..سيد ياولدي، إنت عاودت يانن عيني، إخص عليك خليت قلبي إتكوى من الحزن عليك وأني مخابراشي جرالك إيه وعيميل إيه الزمان فيك؟
رد عليها السيد وهو دافن دماغه فرقبتها كيف الطير المهاجر اللي عاود لعشه:
كتلتني الغربه والبعد عنكم يمه وكوت قلبي أكتر منك، حقكم على راسي أني بغل وعويل واستاهل ضرب البولغ اللي مشيت ورا همام وضيعت روحي وإتهجولت من بلد لبد وجوعت واتعريت واتبهدلت وعرفت إن الله حق وإن اللي عميلته كان الكفر بعينه.
أمه بعدته عنها ومسحت دموعه اللي غرقت وشه وقالتله بحنيه:
هون علي روحك ياولدي اديك إتعلمت درسك والعلام مش ببلاش والشاطر يعيش ويتعلم.. وبصت للبيت جوا ونادمت بعلوا حسها:
إقتدار.. فوزيه بت ياإقتدار تعالي إنتي واختك اخوكم عاود، أبو السيد تعالا السيد عاودلنا بالسلامه.
شويه وجات بنيه تطلع عشر سنين تجري وبعدها جات بنيه تطلع ١١ سنه والتنين إتعلقوا فرقبة السيد بفرحه وشوق وهو حضنهم وفضل يضحك بفرحه، وقوام بص للشنطه بتاعته وفتحها وطلع منها لعبتين إشتراهم من إسكندريه على شكل قرود وماسكين دفوف فأديهم التنين وأول ماينداس على رجليهم يضربوا الدفوف ويعملوا صوت عالي، والبنات شافوا القرود وخطفوهم منيه بفرحه وإبتدوا يلعبوا بيهم وخدوهم ورمحوا لبره يوروهم لعيال البلد ويغيظوهم بيهم.. واول ماإتحركوا ظهر ابوهم اللي كان واقف وراهم والسيد عشان قاعد مكانش شايفه وبنبرة سخريه قاله:
يامرحب يامرحب.. غايب ٥ شهور ومعاود بقردين؟ صوح صدق اللي قال ياما جاب الغراب لأمه.. بالك إنت القردين دول دفعت حقهم كد ايه ياسيد اني؟
وقف السيد وبص لأبوه بصة ندم ولساه هيونطوق ويتأسفله، لكنه إتفاجأ بكف عفي نزل عليه من إيد أبوه خلى ودنه صفرت في الحال وحط يده عليها بوجع وغمض عنيه.
أما حدا همام:
همام خبط على باب بيتهم واللي فتح الباب أبوه اللي بمجرد ماشافه قدامه برق عنيه بصدمه، وفثانيه وبدون مقدمات كان ساحبه من دراعه لجوا البيت وقافل عليه الباب ومن غير كلام ولا حديت مسك السباطه اللي ورا الباب ونزل بيها عليه فين يوجعك، وهمام يترجاه يرحمه، وعلى حسه جات امه وخياته البنات واخوه وإبتدوا يحوشوا عنه، لكن ابوه ماهملهوش غير لما إشتفي فيه ضرب وبرد ناره عالأرض اللي خسرها وباعها بسبب عملته النجسه.
عدى باقي اليوم وإخوات سيد عرفوا عيال البلد إن سيد اخوهم رجع والعيال عرفوا اهاليهم، وقوام الخبر إنتشر لحد ماوصل لمسامع كرار اللي بمجرد ماسمع الخبر نار قادت في جتته وقرر إنه يركب الطرومبيل ويروح لبلد الشيخ جاهين في التو والساعه، ويقوله إنهم عاودوا، واللي جرا عليه من عذاب وقهر يسير عليهم، وياخدوا جزائهم بالجلد في الأول، وبعدها يصفي حسابه هو معاهم على العمله اللي عيملوها ولبسهواله وهربوا.
وخبر رجوعهم صحى بين ضلوعه النار من تاني وخلاه شاف من أول وجديد قدامه كل حاجه حوصلت في اليوم اياه بينهم وبين مرته، وعشان هما بعيد عن يده ومهيطولهمش دلوك، قرر إن شام هى اللي تاخد بدالهم اللي هيبرد ناره ويصبره مؤقتاً.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)
في نهاية مقال رواية نفق الجحيم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ريناد يوسف نختم معكم عبر ويكي ثمار